والشِّرْك يُحْبط جميعَ الأعْمَال، كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ
أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾
[الأنعام: 88] وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن
قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الزمر: 65].
والشِّرْك
هُبُوط وسُقُوط من أَوْج العِزِّ والكَرَامة إِلَى حَضِيض السُّفُول والقَلَق
وعَدَم الاسْتقرَار والرَّذيلَة، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ﴾ [الحج: 31].
وَالشِّرْك
مُهْدرٌ للدَّم مبيحٌ للمَال، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ
حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ
مَرۡصَدٖۚ﴾ [التوبة: 5].
وقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ
أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1]).
وقَالَ
صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ
بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَه» ([2]).
وقَدْ
حَرَّم اللهُ الجنَّة عَلَى المُشْرك، وَحَكم عَلَيْه بالخُلُود فِي النَّار،
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُۥ
مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ
وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾
[المائدة: 72].
وَالشِّرْك
أَعْظَمُ الظُّلْم، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13]؛ لأَنَّهُ تَنَقُّصٌ لرَبِّ العَالَمينَ،
وَتَسْويَةٌ لغَيْره به سُبْحَانَهُ.
وَالشِّرْك ضَلاَلٌ مُبِينٌ؛ لِذَلِكَ يَعْتَرفُ المُشْركُونَ بضَلاَلهمْ فَيَقُولُونَ: ﴿تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨﴾ [الشعراء: 97 - 98].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).