×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

والشِّرْك يُحْبط جميعَ الأعْمَال، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأنعام: 88] وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الزمر: 65].

والشِّرْك هُبُوط وسُقُوط من أَوْج العِزِّ والكَرَامة إِلَى حَضِيض السُّفُول والقَلَق وعَدَم الاسْتقرَار والرَّذيلَة، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ [الحج: 31].

وَالشِّرْك مُهْدرٌ للدَّم مبيحٌ للمَال، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ [التوبة: 5].

وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1]).

وقَالَ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَه» ([2]).

وقَدْ حَرَّم اللهُ الجنَّة عَلَى المُشْرك، وَحَكم عَلَيْه بالخُلُود فِي النَّار، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ [المائدة: 72].

وَالشِّرْك أَعْظَمُ الظُّلْم، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13]؛ لأَنَّهُ تَنَقُّصٌ لرَبِّ العَالَمينَ، وَتَسْويَةٌ لغَيْره به سُبْحَانَهُ.

وَالشِّرْك ضَلاَلٌ مُبِينٌ؛ لِذَلِكَ يَعْتَرفُ المُشْركُونَ بضَلاَلهمْ فَيَقُولُونَ: ﴿تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨ [الشعراء: 97 - 98].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (5115).