مَتَى يَنْفَعُ الإنْسَانَ قَوْل «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»
****
سَبَقَ
أَنْ قُلْنَا: إنَّ قَوْلَ: «لاَ إلَهَ
إلاَّ اللَّهُ» لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَصْحُوبًا بمَعْرفَة مَعْنَاهَا،
وَالعَمَل بمُقْتَضَاهَا، وَلَكنْ لَمَّا كَانَ هُنَاكَ نُصُوصٌ قَدْ يُتَوهَّمُ
منْهَا أَنَّ مُجَرَّدَ التَّلَفُّظ بهَا يَكْفي، وَقَدْ تَعَلَّق بهَذَا الوَهْم
بَعْضُ النَّاس، فَاقْتَضَى الأَمْرُ إيضَاحَ ذَلكَ لإزَالَة هَذَا الوَهْم
عَمَّنْ يُريدُ الحَقَّ.
قَالَ
الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ بْن عَبْد اللَّه رحمه الله عَلَى حَدِيثِ عُتْبَان الَّذي
فيه: «فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى
النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله»
([1])
قَالَ: «اعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ وَرَدَتْ
أَحَاديثُ ظَاهِرُهَا أَنَّهُ مَنْ أَتَى بالشَّهَادَتَيْن حَرُمَ عَلَى النَّار،
كَهَذَا الحَدِيثِ، وَحَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
وَمُعَاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ». قَالَ:
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ» ([2])،
وَلمُسْلمٍ عَنْ عُبَادَة مَرْفُوعًا: «مَنْ
شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ حَرَّمَ
اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ» ([3]).
وَوَرَدَتْ أَحَاديثُ فيهَا أَنَّ منْ أَتَى بالشَّهَادَتَيْن دَخَلَ الجَنَّةَ، وَلَيْسَ فِيهَا أَنَّهُ يَحْرمُ عَلَى النَّار، منْهَا حَديثُ عُبَادَة الَّذي تَقَدَّمَ تَقْريبًا، وَحَديث أَبِي هُرَيرَة: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة تَبُوكَ. الحَدِيث، وَفيه: فَقَالَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (425)، ومسلم رقم (33).