قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ
رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ ٨رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ
لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ٩﴾ [آل عمران: 7 - 9].
آثَار لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ
****
·
لِهَذِهِ
الكَلمَة - إذَا قِيلَتْ بصِدْقٍ وَإخْلاَصٍ، وَعُمِلَ بمُقْتَضَاهَا ظَاهرًا
وَبَاطنًا - آثَارٌ حَميدَةٌ عَلَى الفَرْد وَالجَمَاعَة، منْ أَهَمِّهَا:
1-
اجْتمَاعُ الكَلمَة الَّتي يَنْتجُ عَنْهَا حُصُولُ القُوَّة للْمُسْلِمِينَ،
وَالانْتصَار عَلَى عَدُوِّهمْ؛ لأَنَّهُمْ يَدِينُونَ بدينٍ وَاحِدٍ، وَعَقيدَةٍ
وَاحدَةٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا
تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿وَإِن
يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ
بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا
فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ
أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣﴾
[الأنفال: 62 - 63].
وَالاخْتلاَفُ
فِي العَقيدَة يُسَبِّبُ التَّفَرُّقَ وَالنِّزَاعَ وَالتَّنَاحُرَ، كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ﴾ [الأنعام: 159].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ
أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53].
فَلاَ
يَجْمَعُ النَّاسَ سِوَى عَقيدَة الإيمَان وَالتَّوْحيد الَّتي هِيَ مَدْلُولُ: «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»، وَاعْتَبِرْ ذَلكَ
بحَالَة العَرَب قَبْلَ الإسْلاَم وَبَعْده.
2-
تَوَفُّرُ الأَمْن وَالطُّمَأْنينَة فِي المُجْتَمَع المُوَحَّد الَّذي يَدينُ
بمُقْتَضى «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»؛
لأَنَّ كُلًّا مِنْ أَفْرَاده يَأْخُذُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ، وَيَتْرُكُ مَا
حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْه تَفَاعُلاً مَعَ عَقيدَتِهِ الَّتي تُمْلي عَلَيْه ذَلكَ،
فيَنْكَف عَنْ الاعْتِدَاءِ وَالظُّلْم وَالعُدْوَان، وَيَحلُّ مَحَلَّ ذَلكَ
التَّعَاوُنُ وَالمَحَبَّةُ وَالمُوَالاَةُ