×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

فَضْل لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ

****

·       وَأَمَّا فَضْلُ هَذِهِ الكَلمَة:

فَلَهَا فَضَائلُ عَظيمَةٌ، وَلَهَا مِنَ اللَّهِ مَكَانٌ، مَنْ قَالَهَا صَادقًا أَدْخلَهُ الجَنَّةَ، وَمنْ قَالَهَا كَاذبًا حَقَنَتْ دَمَهُ، وَأَحْرَزَتْ مَالَهُ، وَحسَابُهُ عَلَى اللَّه عز وجل، وَهيَ كَلمَةٌ وَجيزَةُ اللَّفْظ، قَليلَةُ الحُرُوف، خَفيفَةٌ عَلَى اللِّسَان، ثَقيلَةٌ فِي الميزَان، فَقَدْ رَوَى ابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ أَبِي سَعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ. قَالَ: يَا مُوسَى قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. قَالَ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُون هَذَا. قَالَ: يَا مُوسَى لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي كِفَّةٍ، مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1]).

فَالحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ» هِيَ أَفْضَلُ الذِّكْر، وَفي حَدِيثِ عَبْد اللَّه بْن عَمْرٍو مَرْفُوعًا: «خَيْرُ الدُّعَاءِ يَوْم عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([2]).

وَممَّا يَدُلُّ عَلَى ثِقَلِهَا فِي المِيزَانِ أَيْضًا مَا رَوَاهُ التِّرْمذيُّ، وَحَسَّنه النَّسَائيُّ وَالحَاكمُ وَقَالَ: صَحيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلمٍ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ سَيُخلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتي عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ عَلَيْه تِسْعَةً وَتِسْعينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مثْلُ مَدِّ


الشرح

([1])  أخرجه: ابن حبان رقم (6218)، والحاكم رقم (1936).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (3585).