الْبَصَرِ،
ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي
الْحَافِظُونَ؟، فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ:
لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةَ، فَإِنَّهُ لاَ
ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
فَيَقُولُ: احْضَرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ
هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ
فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ
الْبِطَاقَةُ» ([1]).
وَلهَذِهِ
الكَلمَة العَظيمَة فَضَائلُ كَثيرةٌ، ذَكَرَ جُمْلَةً منْهَا الحَافظُ ابْنُ
رَجَبٍ فِي رسَالَته المُسَمَّاة «كَلمَةُ
الإخْلاَص»، وَاسْتَدَلَّ لكُلِّ فَضِيلَةٍ، وَمنْهَا: أَنَّهَا ثَمَنُ
الجَنَّة، وَمَنْ كَانَتْ آخِرَ كَلاَمِهِ دَخَلَ الجَنَّة، وَهيَ نَجَاةٌ مِنَ
النَّار، وَهِي تُوجِبُ المَغْفرَة، وَهيَ أَحْسَنُ الحَسَنَات، وَهيَ تَمْحُو
الذُّنُوبَ، وَهيَ تَخْرُقُ الحُجُبَ حَتَّى تَصلَ إلَى اللَّه عز وجل، وَهيَ
الكَلمَةُ الَّتي يُصَدِّقُ اللَّهُ قَائلَهَا، وَهِيَ أَفْضَلُ مَا قَالَهُ
النَّبيُّونَ، وَهيَ أَفْضَلُ الذِّكْر، وَهِيَ أَفْضَلُ الأَعْمَال وَأَكْثَرُهَا
تَضْعيفًا، وَتَعْدل الرِّقَابَ، وَتَكُونُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَان، وَهيَ
أَمَانٌ منْ وَحْشَة القَبْر وَهَوْل الحَشْر، وَهِيَ شِعَارُ المُؤْمنينَ إذَا
قَامُوا منْ قُبُورهمْ.
وَمنْ
فَضَائلهَا: أَنَّهَا تَفْتَحُ لِقَائِلِهَا أَبْوَابَ الجَنَّة الثَّمَانيَة
يَدْخُلُ منْ أَيِّهَا شَاءَ، وَمنْ فَضَائلهَا أَنَّ أَهْلَهَا وَإنْ دَخَلُوا
النَّارَ بتَقْصيرهمْ فِي حُقُوقهَا، فَإنَّهُمْ لاَ بُدَّ أَنْ يَخْرُجُوا
منْهَا.
هَذِهِ عَنَاوينُ الفَضَائل الَّتي ذَكَرَهَا ابْنُ رَجَب فِي رسَالَته، وَاسْتَدَلَّ لكُلِّ وَاحدٍ منْهَا.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2639)، وابن ماجه رقم (4300)، والحاكم رقم (9).