×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

إعْرَاب وَأَرْكَان وَشُرُوط لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ

****

·       إعْرَابُهَا وَأَرْكَانُهَا وَشُرُوطهَا:

إذَا كَانَ فَهْمُ المَعْنَى يَتَوَقَّفُ عَلَى مَعْرفَة إعْرَاب الجُمَل؛ فَإنَّ العُلَمَاءَ قَدِ اهْتَمُّوا بإعْرَاب «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»، فَقَالُوا: إنَّ «لاَ» نَافيَةٌ للْجِنْسِ، وَ«إلَهَ» اسْمُهَا مَبْنيٌّ مَعَهَا عَلَى الفَتْح، وَخَبَرُهَا مَحْذُوفٌ تَقْديرُهُ: «حَقُّ» أَيْ: لاَ إلَهَ حَقُّ إلاَّ اللَّهُ، وَ«إلاَّ اللَّهُ» اسْتثْنَاءٌ منَ الخَبَر المَرْفُوع، وَالإلَهُ مَعْنَاهُ: المَأْلُوه بالعِبَادَةِ، وَهُوَ الَّذي تَأْلهُهُ القُلُوبُ، وَتَقْصدُهُ رَغْبَةً إلَيْه فِي حُصُول نَفْعٍ، أَوْ دَفْع ضَرَرٍ.

·       وَأَمَّا أَرْكَان «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»:

فَلَهَا رُكْنَان: الرُّكْنُ الأَوَّلُ النَّفْيُ، وَالرُّكْنُ الثَّاني الإثْبَاتُ.

وَالمُرَادُ بالنَّفْي: نَفْيُ الإلَهيَّة عَمَّا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ سَائِرِ المَخْلُوقَات.

وَالمُرَادُ بالإثْبَات: إثْبَاتُ الإلَهيَّة للَّه، فَهُوَ الإلَهُ الحَقُّ، وَمَا سِوَاهُ مِنَ الآلهَة الَّتي اتَّخَذَهَا المُشْركُونَ فَكُلُّهَا بَاطلَةٌ، ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ [الحج: 62].

قَالَ الإمَامُ ابْنُ القَيِّم: «فَدِلاَلَةُ «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ» عَلَى إثْبَات إلَهيَّتِهِ أَعْظَمُ منْ دِلاَلَة قَوْله: «اللَّهُ إلَهٌ»؛ وَهَذَا لأَنَّ قَوْلَ «اللَّه إلَهٌ» لاَ يَنْفي إلَهيَّة مَا سِوَاهُ بخِلاَفِ قَوْل: «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»، فَإنَّهُ يَقْتَضي حَصْرَ الأُلُوهيَّة فِي اللَّه وَنَفْيهَا عَمَّا سِوَاهُ، وَقَدْ غَلَط غَلَطًا فَاحشًا مَنْ فَسَّرَ الإلَهَ بأَنَّهُ القَادرُ عَلَى الاخْتِرَاعِ».


الشرح