×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

قَالَ الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ بْن عَبْد اللَّه فِي «شَرْحَ كتَاب التَّوْحيد»: فَإنْ قِيلَ: قَدْ تَبَيَّنَ مَعْنَى الإلَهِ وَالإلَهيَّة، فَمَا الجَوَابُ عَنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ بأَنَّ مَعْنَى الإلَهِ: القَادرُ عَلَى الاخْترَاع، وَنَحْوُ هَذِهِ العبَارَة؟

·       قِيلَ: الجَوَابُ منْ وَجْهَينِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّ هَذَا قَوْلٌ مُبْتَدَعٌ لاَ يُعْرفُ أَحَدٌ قَالَهُ مِنَ العُلَمَاء، وَلاَ منْ أَئمَّة اللُّغَة، وَكَلاَمُ العُلَمَاء وَأَئمَّة اللُّغَة هُوَ مَعْنَى مَا ذَكَرْنَا كَمَا تَقَدَّمَ، فَيَكُونُ هَذَا القَوْلُ بَاطلاً.

الثَّاني: عَلَى تَقْدِيرِ تَسْليمِهِ، فَهُوَ تَفْسيرٌ باللاَّزم للإْلَهِ الحَقِّ؛ فَإنَّ اللاَّزمَ أَنْ يَكُونَ خَالقًا قَادرًا عَلَى الاخْترَاع، وَمَتَى لَمْ يَكُنْ كَذَلكَ، فَلَيْسَ بِإلَهٍ حَقٍّ وَإنْ سُمِّيَ إلَهًا، وَلَيْسَ مُرَادُهُ أَنَّ مَنْ عَرَف أَنَّ الإلَهَ هُوَ القَادرُ عَلَى الاخْترَاع، فَقَدْ دَخَلَ فِي الإسْلاَم، وَأَتَى بتَحْقيق المَرَام منْ مِفْتَاح دَار السَّلاَم؛ فَإنَّ هَذَا لاَ يَقُولُهُ أَحَدٌ؛ لأَنَّهُ يَسْتَلْزمُ أَنْ يَكُونَ كُفَّار العَرَب مُسْلمينَ، وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ بَعْضَ المُتَأَخِّرينَ أَرَادَ ذَلكَ، فَهُوَ مُخْطئٌ يُرَدُّ عَلَيْه بالدَّلاَئل السَّمْعيَّة وَالعَقْليَّة.

·       وَأَمَّا شُرُوط «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»:

·       فَإنَّهَا لاَ تَنْفَعُ قَائلَهَا إلًّا بِسَبْعَةِ شُرُوطٍ:

الأَوَّلُ: العِلْمُ بمَعْنَاهَا نَفْيًا وَإثْبَاتًا.

الثَّاني: اليَقينُ وَهُوَ كَمَالُ العِلْمِ باللَّه بهَا المُنَافي للشَّكِّ وَالرَّيْب.

الثَّالثُ: الإخْلاَصُ المُنَافِي للشِّرْك.

الرَّابعُ: الصِّدْقُ المَانعُ منَ النِّفَاق.

الخَامسُ: المَحَبَّةُ لهَذِهِ الكَلمَة، وَلِمَا دَلَّتْ عَلَيْه، وَالسُّرُورُ بذَلكَ.


الشرح