×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

السَّادسُ: الانْقيَادُ بأَدَاء حُقُوقِهَا وهى الأَعْمَالُ الوَاجبَةُ إخْلاَصًا للَّه، وَطَلَبًا لمَرْضَاتِهِ.

السَّابعُ: القَبُولُ المُنَافي للرَّدِّ.

وَهَذِهِ الشُّرُوطُ قَد اسْتَنْبَطَهَا العُلَمَاءُ منْ نُصُوص الكِتَابِ وَالسُّنَّة الَّتي جَاءَتْ بخُصُوص هَذِهِ الكَلمَة العَظيمَة، وَبَيَان حُقُوقِهَا وَقُيُودهَا.

مَعْنَى «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ» وَمُقْتَضَاهَا

****

·       مَعْنَى هَذِهِ الكَلمَة وَمُقْتَضَاهَا:

مَعْنَى «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»: أَيْ لاَ مَعْبُودَ بحَقٍّ إِلاَّ إلَهٌ وَاحدٌ، وَهُوَ اللَّهُ وَحْدَه لاَ شَريكَ لَهُ، فَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الكَلمَةُ العَظيمَةُ أَنَّ مَا سِوَى اللَّه مِنْ سَائِرِ المَعْبُودَات لَيْسَ بإلَهِ حَقٍّ، وَأَنَّهُ بَاطلٌ.

وَلهَذَا، كَثيرًا مَا يَرِدُ الأَمْرُ بعِبَادَةِ اللَّه مَقْرُونًا بنَفْي عبَادَة مَا سِوَاهُ؛ لأَِنَّ عِبَادَةَ اللَّهِ لاَ تَصحُّ مَعَ إشْرَاك غَيْره مَعَهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ [النساء: 36]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ» ([1]) الحَدِيث.

وَكَانَ كُلُّ رَسُولٍ يَقُولُ لقَوْمِهِ: ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأعراف: 59] إلَى غَيْر ذَلكَ منْ الأَدلَّة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (23).