وَقَد صَنَّفَ صَاحبُ «الفُصُوص» (يَعْني: ابْن عَرَبيٍّ) كتَابًا سَمَّاهُ كتَاب «أَلْهُو».
وَزَعَمَ
بَعْضُهُم أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ [آل عمران: 7]، مَعْنَاهُ: وَمَا يَعْلَمُ تَأْويل
هَذَا الاسْم الَّذي هُوَ: «أَلْهُو»
- وَهَذَا مَا اتَّفَقَ المُسْلمُونَ، بَل العُقَلاَء عَلَى أَنَّهُ من أَبْيَن البَاطل
- فَقَد يَظُنُّ هَذَا مَا يَظُنُّهُ مِنْ هَؤُلاَء حَتَّى قُلْتُ لبَعْض مَنْ
قَالَ شَيْئًا من ذَلكَ: لَو كَانَ هَذَا كَمَا قُلْتهُ لَكُتِبَتِ الآيَةُ: «وَمَا يَعْلَم تَأْويل هُوَ»
مُنْفَصلَةً، أَيْ: كُتِبَتْ «هُوَ»
مُنْفَصلَةً عَن «تَأْويلٍ»!
4-
غُلُوُّ المُتَصَوِّفَة فِي الأَوْليَاء وَالشُّيُوخ خِلاَفَ عَقيدَة أَهْل
السُّنَّة وَالجَمَاعَة؛ فَإنَّ عَقيدَةَ أَهْل السُّنَّة وَالجَمَاعَة مُوَالاَةُ
أَوْليَاء اللَّه، وَمُعَادَاةُ أَعْدَائه، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ
ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ﴾
[المائدة: 55].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ
إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ
يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن
كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ
إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ
أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الممتحنة: 1].
وَأَوْليَاءُ
اللَّه: هُمُ المُؤْمنُونَ المُتَّقُونَ الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاَةَ،
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَيَجبُ عَلَيْنَا مَحَبَّتهم
وَالاقْتدَاء بِهِمْ، وَاحْتِرََامهم، وَلَيْسَت الولاَيَة وَقْفًا عَلَى
أَشْخَاصٍ مُعَيَّنينَ، فَكُلُّ مُؤْمنٍ تَقي فَهُوَ وَليُّ اللَّه عز وجل،
وَلَيْسَ مَعْصُومًا مِنَ الخَطَإ، هَذَا مَعْنَى الولاَيَة وَالأَوْليَاء، وَمَا
يَجِبُ فِي حَقِّهم عنْدَ أَهْل السُّنَّة وَالجَمَاعَة، أَمَّا الأَوْليَاءُ
عنْدَ الصُّوفيَّة، فَلَهُم اعْتبَارَاتٌ وَمُوَاصَفَاتٌ أُخْرَى، فَهُم
يَمْنَحُونَ الولاَيَةَ لأَشْخَاصٍ