×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 وَآذَان الكِلاَبِ الَّتي هِيَ خَبَائثُ وَفَوَاسقُ، أَو يَشْرَبُ البَوْلَ وَنَحْوَهُ منَ النَّجَاسَات الَّتي يُحبُّهَا الشَّيْطَانُ، أَو يَدْعُو غَيْرَ اللَّه فَيَسْتَغيثُ بالمَخْلُوقَات، وَيَتَوَجَّهُ إلَيْهَا، أَو يَسْجُدُ إلَى نَاحيَة شَيْخه، وَلاَ يُخْلِصُ الدِّينَ لرَبِّ العَالَمِينَ، أَو يُلاَبسُ الكِلاَبَ أَوِ النِّيرَانَ، أَوْ يَأْوِي إلَى المَزَابل وَالمَوَاضع النَّجسَة، أَوْ يَأْوي إلَى المَقَابر، وَلاَ سيَّمَا مَقَابرَ الكُفَّار منَ اليَهُود وَالنَّصَارَى وَالمُشْركينَ، أَو يَكْرَهُ سَمَاعَ القُرْآن، وَيَنْفرُ عَنْهُ، وَيُقَدِّمُ عَلَيْه سَمَاعَ الأَغَاني وَالأَشْعَار، وَيُؤْثِرُ سَمَاعَ مَزَامير الشَّيْطَان عَلَى سَمَاع كَلاَمِ الرَّحْمَن، فَهَذِهِ عَلاَمَات أَوْليَاء الشَّيْطَان لاَ عَلاَمَات أَوْليَاء الرَّحْمَن. انْتَهَى.

وَلَمْ يَقِفِ الصُّوفيَّة عنْدَ هَذَا الحَدِّ مِنْ مَنْحِ الولاَيَة لأَمْثَال هَؤُلاَء، بَل غَلَوْا فِيهِم حَتَّى جَعَلُوا فِيهِم شَيْئًا من صِفَاتِ الرُّبُوبيَّة، وَأَنَّهُم يَتَصَرَّفُونَ فِي الكَوْن، وَيَعْلَمُونَ الغَيْبَ، وَيُجيبُونَ مَن اسْتَغَاثَ بِهِم بطَلَب مَا لاَ يَقْدرُ عَلَيْه إلاَّ اللَّهُ.

وَيُسَمُّونَهُم الأَغْوَاثَ وَالأَقْطَابَ وَالأَوْتَادَ، يَهْتفُونَ بأَسْمَائهم فِي الشَّدَائد وَهُمْ أَمْوَاتٌ أَوْ غَائبُونَ، وَيَطْلُبُونَ منْهُم قَضَاءَ الحَاجَات، وَتَفْريج الكُرُبَات، وَأَضْفَوْا عَلَيْهم هَالَةً مِنَ التَّقْديس فِي حَيَاتهم، وَعَبَدُوهُمْ من دُون اللَّه بَعْدَ وَفَاتِهِم، فَبَنَوْا عَلَى قُبُورهم الأَضْرحَةَ، وَتَبَرَّكُوا بتُرْبَتهم، وَطَافُوا بقُبُورِهِم، وَتَقَرَّبُوا إلَيْهم بأَنْوَاع النُّذُور، وَهَتَفُوا بأَسْمَائهم فِي طَلَبَاتهم، هَذَا مَنْهَجُ الصُّوفيَّة فِي الولاَيَة وَالأَوْليَاء.

5- مِنْ دِينِ الصُّوفيَّة البَاطِل تَقَرُّبُهُم إلَى اللَّهِ بالغِنَاءِ وَالرَّقْص وَضَرْب الدُّفُوف وَالتَّصْفيق، وَيَعْتَبرُونَ هَذَا عبَادَةً للَّه.


الشرح