ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا﴾ [الفرقان: 63].أَيْ: بسَكِينَةٍ وَوَقَار، وَإنَّمَا
عِبَادَة المُسْلمينَ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ.
بَل
الدُّفُّ وَالرَّقْصُ لَم يَأْمُر اللَّهُ به، وَلاَ رَسُولُهُ، وَلاَ أَحَدٌ من
سَلَف الأُمَّة، قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُ القَائِلِ: هَذِهِ شَبَكَةٌ يُصَادُ بهَا
العَوَامُّ، فَقَد صَدَقَ؛ فَإنَّ أَكْثَرَهُم إنَّمَا يَتَّخذُونَ ذَلكَ شَبَكَةً
لأَجْل الطَّعَام وَالتَّوَانُسِ عَلَى الطَّعَام، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ
أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ﴾ [التوبة: 34].
وَمَنْ
فَعَل هَذَا، فَهُوَ من أَئمَّة الضَّلاَل الَّذينَ قِيلَ فِي رُءُوسِهِمْ: ﴿وَقَالُواْ
رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠
٦٧رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا
٦٨﴾ [الأحزاب: 67 - 68].
وَأَمَّا
الصَّادقُونَ منْهُم فَهُمْ يَتَّخذُونَهُ شَبَكَةً لَكِنْ هِيَ شَبَكَةٌ
مُخَرَّقَةٌ، يَخْرُجُ منْهَا الصَّيْدُ إذَا دَخَلَ فيهَا، كَمَا هُوَ الوَاقعُ
كَثيرًا؛ فَإنَّ الَّذينَ دَخَلُوا فِي السَّمَاع المُبْتَدَع فِي الطَّريق، وَلَم
يَكُنْ مَعَهُم أَصْلٌ شَرْعيٌّ شَرَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، أَوْرَثَهُم
أَحْوَالاً فَاسدَةً. انْتَهَى كَلاَمُهُ.
فَهَؤُلاَء
الصُّوفيَّةُ الَّذينَ يَتَقَرَّبُونَ إلَى اللَّه بالغِنَاءِ وَالرَّقْص يَصْدُقُ
عَلَيْهم قَوْلُ اللَّه تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا﴾ [الأعراف: 51].
6-
وَمِنْ دِينِ الصُّوفيَّة البَاطل مَا يُسَمُّونَهُ بالأَحْوَال الَّتي تَنْتَهي
بصَاحبهَا عَلَى الخُرُوج عَنِ التَّكَالِيفِ الشَّرْعيَّة نَتيجَةً لِتَطَوُّر
التَّصَوُّف، فَقَدْ كَانَ أَصْلُ التَّصَوُّف، كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ الجَوْزيِّ:
ريَاضَة النَّفْس، وَمُجَاهَدَة الطَّبْع برَدِّه عَنِ الأَخْلاَق الرَّذيلَة،
وَحَمْلهُ عَلَى الأَخْلاَق الجَميلَة مِنَ الزُّهْد وَالحِلْمِ وَالصَّبْر
وَالإخْلاَص وَالصِّدْق.