قَوْمًا يَتَخَيَّرُونَ لبَاسَ الصُّوف
يَقُولُونَ: إنَّمَا يَتَشَبَّهُونَ بالمَسيح ابْن مَرْيَمَ، وَهَدْي نَبيِّنَا
أَحبُّ إلَيْنَا.. فَهَذَا يُعْطي أَنَّ التَّصَوُّفَ لَهُ عَلاَقَةٌ بالدِّيَانَة
النَّصْرَانيَّة.
وَيَقُولُ
الدُّكْتُورُ صَابرُ طعيمَة فِي كتَابه «الصُّوفيَّةُ مُعْتَقدًا وَمَسْلَكًا»: «وَيَبْدُو
أَنَّهُ لتَأْثير الرَّهْبَنَة المَسيحيَّة الَّتي كَانَ فيهَا الرُّهْبَانُ
يَلْبَسُونَ الصُّوفَ، وَهُمْ فِي أَدْيرَتهمْ كَثْرَةً كَثيرَةً منَ
المُنْقَطعينَ لهَذِهِ المُمَارَسَة عَلَى امْتدَاد الأَرْض الَّتي حَرَّرَهَا
الإسْلاَمُ بالتَّوْحيد - أَعْطَى هُوَ الآخَرُ دَوْرًا فِي التَّأَثُّر الَّذي
بَدَا عَلَى سُلُوك الأَوَائل».
وَقَالَ
الشَّيْخُ إحْسَانُ إلَهي ظَهير رحمه الله فِي كتَابه «التَّصَوُّف، المَنْشَأ وَالمصَادر»: عنْدَمَا نَتَعَمَّقُ فِي
تَعَاليم الصُّوفيَّة الأَوَائل وَالأَوَاخر وَأَقَاوِيلِهم المَنْقُولَة منْهُم،
وَالمَأْثُورَة فِي كُتُب الصُّوفيَّة القَديمَة وَالحَدِيثة نَفْسهَا، نَرَى
بَوْنًا شَاسعًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ تَعَاليم القُرْآن وَالسُّنَّة، وَكَذَلكَ لاَ
نَرَى جُذُورَهَا وَبُذُورَهَا فِي سيرَة سَيِّد الخَلْق مُحَمَّد صلى الله عليه
وسلم وَأَصْحَابه الكرَام البَرَرَة خِيَار خَلْق اللَّه وَصَفْوَة الكَوْن، بَلْ
بعَكْس ذَلكَ نَرَاهَا مَأْخُوذَةً مُقْتَبَسَةً منَ الرَّهْبَنَة المَسيحيَّة
وَالبَرْهمَة الهنْدُوكيَّة وَتَنَسُّك اليَهُوديَّة وَزُهْد البُوذيَّة.
وَيَقُولُ
الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَن الوَكيل رحمه الله فِي مُقَدِّمَة الكتَاب «مَصْرَع
التَّصَوُّف»: «إنَّ التَّصَوُّفَ أَدْنأ وَأَلأَْمُ كَيْدٍ ابْتَدَعَهُ
الشَّيْطَانُ ليُسخِّرَ مَعَهُ عبَادَ اللَّه فِي حَرْبه للَّه وَرَسُوله، إنَّهُ
قِنَاعُ المَجُوس يَتَرَاءَى بأَنَّهُ رَبَّانيٌّ، بَلْ قِنَاع كُلِّ عَدُوٍّ
صُوفِيٍّ للدِّين الحَقِّ، فَتِّشْ فيه تَجِدْ بَرْهَميَّةً وَبُوذيَّة
وَزَرَادشتيَّة وَمَانَويَّة وديصَانيَّة، تَجدْ أَفْلاَطُونيَّةً وَغُنُوصيَّة،
تَجِدْ فيه يَهُوديَّةً وَنَصْرَانيَّةً وَوَثَنيَّةً جَاهليَّةً».