×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

الاحْتفَالُ بمُنَاسَبَة المَوْلد النَّبَويِّ فِي رَبيع الأَوَّل

****

وَمِنْ هَذَا: التَّشَبُّه بالنَّصَارَى فِي عَمَل مَا يُسَمَّى بالاحْتفَال بالمَوْلَد النَّبَويِّ، يَحْتَفلُ جَهَلَةُ المُسْلمينَ، أَو العُلَمَاءُ المُضلُّونَ فِي رَبيع الأَوَّل من كُلِّ سَنَةٍ بمُنَاسَبَة مَوْلَد الرَّسُول مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَمنْهُم مَنْ يُقيمُ هَذَا الاحْتفَالَ فِي المَسَاجد، وَمنْهُمْ مَنْ يُقيمُهُ فِي البُيُوت أَو الأَمْكنَة المُعَدَّة لذَلكَ، وَيَحْضُرُهُ جُمُوعٌ كَثيرَةٌ من دَهْمَاء النَّاس وَعَوَامِّهم، يَعْمَلُونَ ذَلكَ تَشَبُّهًا بالنَّصَارَى فِي ابْتدَاعهم الاحْتفَالَ بمَوْلد المَسِيح عليه السلام، وَالغَالبُ أَنَّ هَذَا الاحْتفَالَ عِلاَوَةً عَلَى كَوْنه بدْعَةً وَتَشَبُّهًا بالنَّصَارَى لاَ يَخْلُو من وُجُود الشِّرْكيَّات وَالمُنْكَرَات؛ كَإنْشَاد القَصَائد الَّتي فِيهَا الغُلُوُّ فِي حَقِّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم إلَى دَرَجَة دُعَائِهِ من دُون اللَّه، وَالاسْتغَاثَة به، وَقَد نَهَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَن الغُلُوِّ فِي مَدْحِهِ فَقَالَ: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْده فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1])، وَالإطْرَاءُ مَعْنَاهُ: الغُلُوُّ فِي المَدْح، وَرُبَّمَا يَعْتَقدُونَ أَنَّ الاحْتفَالاَت الأَنَاشيد الجَمَاعيَّة المُنَغَّمَة، وَضَرْب الطُّبُول، وَغَيْر ذَلكَ مِنْ عَمَل الأَذْكَار الصُّوفيَّة المُبْتَدَعَة.

وَقَدْ يَكُونُ فيهَا اخْتلاَطٌ بَيْنَ الرِّجَال وَالنِّسَاء ممَّا يُسَبِّبُ الفِتْنَةَ، وَيَجُرُّ إلَى الوُقُوع فِي الفَوَاحش، وَحَتَّى لَوْ خَلاَ هَذَا الاحْتفَال من هَذِهِ المَحَاذير، وَاقْتَصَرَ عَلَى الاجْتمَاع وَتَنَاوُل الطَّعَام وَإظْهَار الفَرَح -كَمَا يَقُولُونَ - فَإنَّهُ بدْعَةٌ مُحْدثَةٌ «... وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3445).