×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

يَأْمُرُ بكِتَابَةِ القُرْآن، لَكِن كَانَ مَكْتُوبًا مُتَفَرِّقًا فَجَمَعَه الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم فِي مُصْحَفٍ وَاحدٍ؛ حِفْظًا لَهُ.

وَالتَّرَاويحُ قَد صَلاَّهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بأَصْحَابه لَيَالي، وَتَخَلَّف عَنْهُم فِي الأَخِيرِ خَشْيَةَ أَن تُفْرَضَ عَلَيْهم، وَاسْتَمَرَّ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم يُصلُّونَهَا أَوْزَاعًا مُتَفَرِّقينَ فِي حَيَاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَبَعْدَ وَفَاته إلَى أَنْ جَمَعَهُم عُمَرُ بْن الخَطَّاب رضي الله عنه خَلْفَ إمَام وَاحِدٍ، كَمَا كَانُوا خَلْفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ هَذَا بدْعَةً فِي الدِّين.

وَكتَابَةُ الحَدِيثِ أَيْضًا لَهَا أَصْلٌ فِي الشَّرْع، فَقَدَ أَمَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بكتَابَة الأَحَادِيثِ لبَعْض أَصْحَابِهِ لمَّا طَلَبَ منْهُ ذَلكَ، وَكَانَ المَحْذُورُ مِنْ كتَابَتِهِ بصِفَةٍ عَامَّةٍ فِي عَهْده صلى الله عليه وسلم خَشْيَةَ أَن يَخْتَلطَ بالقُرْآن مَا لَيْسَ منْهُ، فَلَمَّا تُوُفِّي صلى الله عليه وسلم انْتَفَى هَذَا المَحْذُورُ؛ لأَنَّ القُرْآنَ قَدْ تَكَاملَ، وَضُبِطَ قَبْل وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَدَوَّنَ المُسْلمُونَ السُّنَّةَ بَعْدَ ذَلكَ حِفْظًا لَهَا من الضَّيَاع، فَجَزَاهُمُ اللَّهُ عَن الإسْلاَم وَالمُسْلمينَ خَيْرًا؛ حَيْثُ حَفِظُوا كتَابَ رَبِّهم، وَسُنَّة نَبيِّهم صلى الله عليه وسلم منَ الضَّيَاع وَعَبَث العَابِثِينَ.

الفَصْلُ الثَّاني:

ظُهُورُ البدَع فِي حَيَاة المُسْلمينَ

وَالأَسْبَاب التي أَدَّت إلَى ذَلكَ

****

·       ظُهُورُ البِدَعِ فِي حَيَاة المُسْلمينَ، وَتَحْتَهُ مَسْأَلَتَان:

المَسْأَلَةُ الأُولَى: وَقْتُ ظُهُور البِدَعِ.

قَالَ شَيْخُ الإسْلاَم ابْنُ تَيْميَة رحمه الله: وَاعْلَمْ أَنَّ عَامَّةَ البِدَعِ المُتَعَلِّقَة


الشرح