×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

مَعَ زُمَلاَئه، وَمَعَ رَئيسِهِ، يَجبُ عَلَيْه أَن يَقُومَ بالمُنَاصَحَة وَالدَّعْوَة، قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» ([1]).

وَهَكَذَا المُؤْمنُ فِي كُلِّ مَجَالٍ يَدْعُو إلَى اللَّهِ كُلَّمَا سَنَحَت فُرْصَةٌ، وَحَصَلَت مُنَاسبَةٌ.

في أَمْكنَة التَّجَمُّعَات العَامَّة، فَيَجبُ عَلَى الدَّاعيَة أَن يَغْشَى التَّجَمُّعَات العَامَّة فِي المَسَاجد وَالمَدَارس وَمُدَرَّجَات الجَامعَات وَالنَّوَادي، وَتَجَمُّعَات الأَسْوَاق، فَيَقُومُ بالدَّعْوَة إلَى اللَّه من خِلاَلِ هَذِهِ التَّجَمُّعَات العَامَّة.

من خِلاَلِ وَسَائِل الإعْلاَم المَسْمُوعَة وَالمَقْرُوءَة، فَيَجبُ عَلَى الدَّاعيَة أَن يُسْهمَ فِي البَرَامج الدِّينيَّة فِي الإذَاعَة، وَيَكْتُبُ فِي الصُّحُف وَالمَجَلاَّت العِلْميَّة الهَادفَة؛ لأَنَّ هَذِهِ الوَسَائلَ تَغْزُو كُلَّ مَكَانٍ، وَتَدْخُلُ كُلَّ بَيْتٍ وَتُصَاحبُ المُسَافرَ وَالسَّائرَ فِي الطَّريق، فَيَجبُ أَن تُحْملَ الدَّعْوَةُ إلَى اللَّه، وَالتَّوْجيه الصَّالح، وَإذَا تُرِكَتْ اسْتَغلَّهَا أَهْلُ الشَّرِّ، فَأَصْبَحَت مَعَاولَ تَدْميرٍ وَفتْنَةٍ.

يَجبُ عَلَى أَفْرَاد البَعَثَات الدِّرَاسيَّة وَالدِّبْلُومَاسيَّة فِي الخَارج أَن يُمَثِّلُوا الإسْلاَمَ فِي الدُّوَل الخَارجيَّة تَمْثيلاً صَحيحًا فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِم وَأَخْلاَقهم، وَأَنْ يَكُونُوا دُعَاةً صَادِقِينَ لدِينِهمْ وَأُمَّتهم حَتَّى يَعْرفَ مَنْ يَسْمَعُهُم وَيَرَاهُمْ رسَالَةَ الإسْلاَم عَلَى الوَجْه الصَّحيح؛ فَإنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ إلَيْهم، وَيَعْتَبرُونَ مَا يَصْدُرُ عَنْهُمْ هُوَ التَّطْبيقَ العَمَليَّ للإْسْلاَم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (55).