×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

المُخْلصينَ، وَمِنْ عُلَمَاء المُسْلمينَ مُضَاعَفَة الجُهُود لمُقَاوَمَة هَذِهِ الجُيُوش الزَّاحفَة عَلَى الإسْلاَم وَأَهْلِهِ؛ لرَدِّ كَيْدهم فِي نُحُورهم، وَتَبْصير المُسْلمينَ بدِينِهمْ، وَبَيَان كَيْد عَدُوِّهم، وَيَوْم يَتَنَبَّهُ دُعَاةُ الإسْلاَم لصَدِّ هَذَا الهُجُوم؛ فَإنَّ النَّصْرَ - بإذْن اللَّه - سَيَكُونُ حَليفَهُم؛ فَإنَّ مَعَهُمُ الحَقَّ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ [الأنبياء: 18] وَيَقُولُ تَعَالَى: ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا [الإسراء: 81].

وَيَكْفينَا قُدْوَةً مَا قَامَ به رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُ اللَّهُ رَسُولاً لمُقَاوَمَة جَحَافل الشِّرْك وَالكُفْر وَالطُّغْيَان؛ فَقَد كَانَ الشِّرْكُ وَالكُفْرُ حينَ بَعْثَتِهِ يَعُمُّ وَجْهَ الأَرْض حَتَّى جَلَّلَت الأَصْنَامُ الكَعْبَةَ المُشَرَّفَةَ، فَكَانَ فَوْقَهَا ثَلاَثُ مِائَةٍ وَستُّونَ صَنَمًا، وَالصُّوَرُ تَكْسُو حِيطَانَهَا من الدَّاخِلِ، فَمَا زَالَ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو إلَى اللَّه، وَيُجَاهدُ المُشْركينَ إلَى أَنْ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الفَتْح، وَاتَّجَهَ إلَى الكَعْبَة، فَأَزَالَ مَا عَلَيْهَا وَمَا حَوْلَهَا من الأَصْنَام، وَجَعَلَ يَطْعَنُ فيهَا بالقَضيب، وَهيَ تَتَهَاوَى عَلَى وُجُوهِهَا، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا [الإسراء: 81].

إنَّ فِي هَذَا دَرْسًا للدُّعَاة اليَوْمَ وَهُمْ يُوَاجهُونَ تَحَدِّيَات الكُفْر وَالإلْحَاد فِي أَنْ يُضَاعفُوا الجُهُودَ فِي دَعْوَتهم، وَيَصْبرُوا وَيُصَابرُوا، وَالنَّصْرُ قَريبٌ بِإذْنِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ [محمد: 7]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ [آل عمران: 186].


الشرح