×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ [البقرة: 208].

فَالشَّريعَةُ كُلٌّ لاَ يَتَجَزَّأُ، وَمَنْ تَرَك بَعْضَهَا، فَكَأَنَّمَا تَرَكَهَا كُلَّهَا، وَقَدْ وَصَمَهَا بعَدَم الشُّمُول وَعَدَم الصَّلاَحيَة، وَقَد جَعَلَ نَفْسَهُ شَريكًا للَّه فِي التَّشْريع وَالتَّحْليل وَالتَّحْريم؛ لأَِنَّ التَّشْريعَ حَقٌّ للَّهِ وَحْدَه، قَالَ تَعَالَى: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأعراف: 54].

وَمَنْ أَطَاعَ هَؤُلاَءِ فِي نُظُمِهِم وَتَشْرِيعَاتهم المُخَالفَة لشَرِيعَةِ اللَّه، فَقَد جَعَلَهُم شُرَكَاءَ للَّهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ [الأنعام: 121] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ [التوبة: 31].

وَقَد جَاءَ تَفْسيرُ ذَلكَ فِي الحَدِيثِ أَنَّهُم كَانُوا يُطيعُونَهُم فِي تَحْلِيلِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَتَحْريم مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ التَّحَاكُمَ إلَى غَيْر كِتَابِهِ تَحَاكُمًا إلَى الطَّاغُوت حَيْثُ قَالَ: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ [النساء: 60].

وَكَذَا كُلُّ حُكْمٍ يُخَالفُ حُكْمَ الشَّريعَة، فَهُوَ حُكْمُ الجَاهليَّة، قَالَ تَعَالَى: ﴿أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ [المائدة: 50].

وَقَدْ حَكَمَ سُبْحَانَهُ عَلَى مَنْ حَكَّم غَيْر شَريعَتِهِ بأَنَّهُ كَافرٌ وَظَالمٌ وَفَاسقٌ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ [المائدة: 44]، ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ [المائدة: 45]، ﴿وَلۡيَحۡكُمۡ أَهۡلُ ٱلۡإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ [المائدة: 47].


الشرح