×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 اللهِ» ([1])، وَقَالَ عليه الصلاة والسلام: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» ([2]).

فَإذَا تَحَقَّقَ الإسْلاَمُ وَالإيمَانُ، تَوَفَّرَت أَسْبَابُ الأَمْنِ، لَكِنْ قَدْ يَكُونُ هُنَاكَ شُذَّاذٌ لَمْ يَتَمَكَّن الإسْلاَمُ وَالإيمَانُ مِنْ قُلُوبِهِم، فَتَحْصُلُ منْهُمْ نَزَوَاتٌ تُخِلُّ بالأَمْنِ، وَهُنَا وَضَعَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ زَوَاجرَ ورَوَادعَ لهَؤُلاَء تَكُفُّ عُدْوَانَهُمْ، وَتَصُونُ الأَمْنَ مِنْ عَبَثِهِمْ، فَشَرَعَ سُبْحَانَهُ الحُدُودَ الكَفيلَةَ لرَدْعِهِم، وَتَحْذير غَيْرهِمْ، مِنْ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَ فِعْلِهِمْ، فَشَرَعَ حَدَّ المُرْتَدِّ لحِفْظِ الدِّين، وَشَرَعَ القِصَاصَ لحِفْظِ النُّفُوس، وَشَرَعَ حَدَّ الزِّنَا، وَحَدَّ القَذْفِ لحِفْظِ العِرْضِ وَالنَّسَب، وَشَرَعَ حَدَّ المُسْكِرِ لحِفْظ العَقْلِ، وَشَرَعَ حَدَّ السَّرقَة لحِفْظِ الأَمْوَال، وَشَرَعَ حَدَّ قُطَّاع الطَّريق لحِفْظِ السُّبُل، وَتَأْمين المُوَاصَلاَت، وَشَرَعَ قِتَالَ البُغَاة لحِفْظِ السُّلْطَة الإسْلاَميَّة، وَمَنْعًا لتَفْرِيقِ الكَلمَة وَاخْتلاَف الأُمَّة.

1- فَالمُرْتَدُّ يُقْتَلُ لحِفْظِ الدِّين وَالعَقيدَة مِنْ عَبَث العَابِثِينَ؛ لأَنَّ المُرْتَدَّ تَرَكَ الحَقَّ بَعْدَ مَعْرفَتِهِ، وَاعْتَدَى عَلَى العَقيدَة الَّتي هيَ أَقْوَى أَسْبَاب الأَمْن، قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ([3])، وَقَالَ عليه الصلاة والسلام: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُول اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ» ([4]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (23).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2564).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (3017).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (6878)، ومسلم رقم (1676).