×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

فَالمُرْتَدُّ يُقْتَلُ لتَبْديلِهِ الدِّينَ، وَتَرْكِهِ لَهُ، وَمُفَارَقَة جَمَاعَة المُسْلمينَ؛ حَتَّى لاَ يَكُونَ الدِّينُ أُلْعُوبَةً للْمَلاَحدَة وَالزَّنَادقَة، فَيَغْتَـرَّ بِهِم غَيْرُهُم من ضِعَافِ الإيمَان، وَلسَدِّ الطَّريقِ عَلَى العَابِثِ الَّذي يَدْخُلُ فِي الدِّينِ خِدَاعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ للتَّنْفير مِنْهُ، كَمَا حَاوَلَ بَعْضُ اليَهُود هَذِهِ الخُدْعَة زَمَنَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ قَوْلَهُ تَعَالَى:﴿وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [آل عمران: 72] أَيْ: لَعَلَّ المُسْلِمِينَ إِذَا رَأَوْا ذَلكَ يَرْجِعُونَ عَن دِينِهمْ.

2- وَالقِصَاصُ مِنَ القَاتِلِ فيه حِمَايَةٌ للنُّفُوس البَريئَة، وَضَمَان للأَْمْن بَيْنَ النَّاس، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 179]، فَإذَا عَرَفَ مَنْ يُريدُ قَتْلَ إنْسَانٍ أَنَّهُ سَيُقْتلُ بِهِ، امْتَنَعَ عَن القَتْل، فَكَانَ فِي هَذَا حفْظٌ لحَيَاته وَحَيَاة غَيْرِهِ، وَإذَا أَقْدَمَ عَلَى القَتْل فَاقْتُصَّ منْهُ، كَانَ فِي هَذَا رَدْعٌ للآْخَرينَ، فَلاَ يُقْدِمُونَ عَلَى مِثْلِ جَريمَتِهِ؛ لِئَلاَّ يَكُونَ مَصيرُهُمْ كَمَصيرِهِ، فَقَتْلُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ بالقِصَاصِ حَصَلَ به نَجَاةُ أَنْفُسٍ كَثيرَة، كَالعُضْو الفَاسِدِ يُقْطَعُ لحِفْظِ بَقيَّة الجِسْمِ، وَبذَلكَ يَأْمَنُ النَّاسُ عَلَى حَيَاتهمْ.

3- وَحَدُّ الزِّنَا بجَلْدِ البِكْرِ مِائَةَ جَلْدَة، وَبمَحْضَر عَامٍّ مِنَ المُؤْمنينَ، وَتَغْريبه عَن وَطَنِهِ عَامًا كَاملاً، وَبرَجْم الزَّاني المُحْصَن: وَهُوَ الَّذي سَبَقَ أَنْ جَامعَ زَوْجَته بنِكَاحٍ صَحيحٍ، فَيُرْجَمُ بالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجۡلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا مِاْئَةَ جَلۡدَةٖۖ وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ وَلۡيَشۡهَدۡ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [النور: 2].


الشرح