×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 وَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ» ([1])؛ وَذَلكَ حَتَّى يَأْمَنَ النَّاسُ عَلَى أَعْرَاضِهِمْ مِنَ الاعْتدَاءِ عَلَيْهَا، وَليَأْمَنُوا عَلَى أَنْسَابِهِمْ منَ الاخْتلاَطِ، وَلرَدْع المُضَيِّعينَ لأَعْرَاضِهِم الَّتي أَمَرَهُمُ اللَّهُ بحِفْظِهَا فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ [النور: 30].

وَقَوْله تَعَالَى: ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ [النور: 31].

وَبذَلكَ يَقْضي عَلَى جَريمَة الزِّنَا التي تُدَمِّرُ المُجْتَمَعَات البَشَريَّة، وَالَّتي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُحَذِّرًا منْهَا: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32].

وَبتَطْبِيقِ هَذَا الحَدِّ، يَأْمَنُ النَّاسُ من هَذَا الخَطَر المُدَمِّر الَّذي يُلَوِّثُ المُجْتَمَعَ، وَيُهَدِّدُ الإنْسَانيَّةَ، وَيَنْشُرُ الأَمْرَاضَ الخَطيرَةَ.

4- وَلِشَنَاعَةِ جَرِيمَةِ الزِّنَا، وَحُرْمَة عِرْضِ المُسْلم، صَانَ اللَّهُ أَعْرَاضَ الأَبْريَاء أَن تُدَنَّسَ بنِسْبَةِ هَذِهِ الجَريمَة إلَيْهَا، وَكَفِّ الأَلْسِنَةِ البَذيئَة أَنْ تَتَطَاوَلَ عَلَى عِرْضِ المُسْلم، فَتَقْذفُهُ بارْتكَاب فَاحِشَةِ الزِّنَا زُورًا وَبُهْتَانًا، فَأَمَرَ بجَلْد القَاذِفِ الَّذي لاَ يَسْتَطيعُ إقَامَة البَيِّنَة عَلَى مَا يَقُولُ بأَنْ يُجْلَدَ ثَمَانينَ جَلْدَةً، وَلاَ تُقْبَلُ لَهُ شَهَادَةٌ أَبَدًا، وَأَنَّهُ يُعْتَبر فَاسقًا سَاقِطَ العَدَالَة مَا لَمْ يَتُبْ من هَذِهِ الجَريمَة، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥ [النور: 4 - 5].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1690).