الرَّمْلَ، ثُمَّ يَحْلبُونَ عَلَيْه الشَّاةَ،
ثُمَّ يَطُوفُونَ به؛ تَبـرُّكًا به، وَتَعْظيمًا لَهُ، وَبَلَغَ بِهِم الأَمْرُ
أَنَّهُم يَقْتُلُونَ أَوْلاَدَهُم تَقَرُّبًا إلَى الأَصْنَام، وَيُسيِّبُون
كَثيرًا مِنْ أَمْوَالِهِم لَهَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ: ﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ
قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ
ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِ﴾
[الأنعام: 140].
الحالة السياسية والاقتصادية والأسرية في الجاهلية
****
·
أَمَّا
حَالَتُهُم السِّيَاسيَّةُ:
فَكَانَت
أَسْوَأَ حَالَة أَيْضًا؛ حَيْثُ تَسُودُهَا الفَوْضَى وَالاضْطرَابُ، وَتَسَلُّطُ
القَويِّ عَلَى الضَّعِيفِ، وَغَارَات القَبَائل بَعْضهَا عَلَى بَعْضٍ بالنَّهْب
وَالسَّلْب، وَقِيَامِ الحُرُوب الطَّاحنَة لأَِتْفَه الأَسْبَاب، وَفَريقٌ
مِنْهُم دَخَلَ تَحْتَ السُّلْطَة الفَارسيَّة أَوِ الرُّوميَّة، وَأَكْثَرُهُم
تَحْكُمُهُم السُّلْطَاتُ القَبَليَّةُ المُخْتَلفَةُ، فَكَانُوا مُشَتَّتِينَ لاَ
رَابطَةَ تَجْمَعُهُمْ.
·
وَأَمَّا
حَالَتُهُم الاقْتصَاديَّةُ:
فَإنَّمَا
تَقُومُ عَلَى السَّلْب وَالنَّهْب وَالمُعَامَلاَت الرِّبَويَّة، وَأَكْل
الخَبَائث، فَكَانُوا يَسْتَحلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنَ المَيْتَة وَالدَّم،
وَيُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ حَيْثُ حَرَّمُوا أَنْوَاعًا من بَهِيمَةِ
الأَنْعَام، وَهِيَ: البَحِيرَةُ وَالسَّائبَةُ وَالوَصِيلَةُ وَالحَامِي، فَردَّ
اللَّهُ عَلَيْهم بقَوْلِهِ: ﴿مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٖ وَلَا سَآئِبَةٖ
وَلَا وَصِيلَةٖ وَلَا حَامٖ﴾
[المائدة: 103].
·
وَأَمَّا
حَالَتُهُم الأُسَريَّةُ:
فَكَانُوا
يَئِدُونَ بَنَاتهم خَشْيَة العَارِ، وَيَقْتُلُونَ أَوْلاَدَهُم تَقَرُّبًا إلَى