الأَصْنَام، أَو يَقْتُلُونَهُم خَشْيَة
الفَقْرِ، وَكَانَ أَحَدُهُم يَتَزَوَّجُ مَا شَاءَ مِنَ النِّسَاءِ دُونَ
تَقَيُّدٍ بِعَدَدٍ، وَلاَ الْتِزَامٍ بحُقُوق الزَّوْجيَّة، وَكَانُوا يَحْرمُونَ
النِّسَاءَ وَالصِّغَارَ مِنَ المِيرَاثِ، بَل كَانُوا يَرثُونَ زَوْجَةَ المَيِّت
من بَعْده، كَمَا يَرثُونَ مَالَهُ، هَذَا مُجْمَل حَالِ جَاهِلِيَّة العَرَب.
تحقيق الإسلام للأمن ووسائل توفره
****
وَلَمَّا
بَعَثَ اللَّهُ نَبيَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، انْجَابَتْ هَذِهِ
الظُّلُمَات، وَأَخْرَجَ اللَّهُ بِهِ النَّاسَ منَ الظُّلُمَات إلَى النُّور،
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿كِتَٰبٌ
أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ
بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ﴾
[إبراهيم: 1].
وَقَالَ
سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾
[الأنبياء: 107].
وَقَالَ
سُبْحَانَهُ: ﴿لَقَدۡ
مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ
أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ
وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ
قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ
مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ﴾
[آل عمران: 103].
وَبذَلكَ
تَحَوَّلَ مُجْتَمَعُ العَرَب الَّذينَ دَخَلُوا فِي هَذَا الدِّين إلَى
مُجْتَمَعٍ يَسُودُهُ الأَمْنُ، وَيَحْكُمُهُ الوَحْيُ الإلَهِيُّ، وَتُوَجِّهُهُ
العَقيدَة السَّليمَة، وَتُظَلِّلُهُ رَايَة التَّوْحِيدِ، وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ
سُبْحَانَهُ مُقَوِّمَات هَذَا الأَمْن وَأَسْبَابه الَّتِي يَتَحَقَّقُ بتَوَافُرهَا،
وَيَزُولُ بزَوَالهَا، وَهيَ كَمَا يَلي:
1-
إصْلاَحُ العَقِيدَةِ بإخْلاَص العبَادَة للَّه، وَتَرْك عِبَادَة مَا سِوَاهُ،
وَالبَرَاءَة منْهَا وَمِنْ أَهْلهَا، وَمُلاَزَمَة العَمَل الصَّالح، قَالَ
تَعَالَى: