﴿وَعَدَ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ
فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ
خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ
بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾
[النور: 55].
فَرَبَطَ
سُبْحَانَهُ حُصُولَ هَذِهِ المَطَالب العَاليَة: الاسْتِخْلاَفُ فِي الأَرْض،
وَالتَّمْكين مِنَ الدِّينِ، وَإبْدَال الخَوْف بِالأَمْن، رَبَطَهَا بتَحَقُّق
شَيْئَيْن هُمَا: عِبَادَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَتَرْك الإشْرَاك بِهِ، وَقَدْ
بَعَثَ اللَّهُ بذَلكَ جَمِيعَ الرُّسُل، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، وَهُمَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ،
كَمَا قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ
اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([1]).
2- وَمِنْ مُقَوِّمَات الأَمْن وَأَسْبَابه بَعْدَ التَّوْحِيدِ: إقَامُ الصَّلاَة، وَإيتَاء الزَّكَاة، وَالأَمْر بالمَعْرُوف، وَالنَّهْي عَن المُنْكَر، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١﴾ [الحج: 40- 41]، فَرَبَطَ سُبْحَانَهُ حُصُولَ النَّصْر عَلَى الأَعْدَاءِ الَّذِي يَتَوَفَّرُ بِهِ الأَمْنُ للْمُسْلِمِينَ؛ لأَنَّ مَن انْتَصَرَ عَلَى عَدُوِّه، فَقَدَ أَمِنَ شَرَّه، رَبَطَ ذَلكَ بإقَامَة الصَّلَوَات الخَمْس الَّتي هِيَ الرُّكْنُ الثَّانِي مِنْ أَرْكَانِ الإسْلاَم، وَإيتَاء الزَّكَاة الَّتي هيَ الرُّكْنُ الثَّالثُ من أَرْكَان الإسْلاَم،