×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وَنُؤْمنُ بالمَلاَئكَة وَنَحْنُ لاَ نَرَاهُمْ، وَلَكن نُؤْمنُ بخَبَر اللَّه سبحانه وتعالى، وَخَبَر رَسُوله صلى الله عليه وسلم.

وَنُؤْمنُ كَذَلكَ باليَوْم الآخَر وَهُوَ لَم يَأْتِ بَعْد، وَلَكن نَعْتَمدُ في ذَلكَ عَلَى خَبَر اللَّه، وَخَبَر رَسُوله صلى الله عليه وسلم، وَذَلكَ هُوَ الإيمَانُ الصَّحيحُ.

الإيمان بالقدر

****

·       درجات الإيمان بالقدر:

وَنُؤْمنُ كَذَلكَ بالقَدَر خَيْره وَشَرِّه، وَالإيمَانُ بالقَدَر يَتَضَمَّنُ أَرْبَعَ دَرَجَاتٍ:

الدَّرَجَةُ الأُولَى: الإيمَانُ بأَنَّ اللَّهَ عَلِمَ مَا كَانَ، وَمَا سَيَكُونُ، لاَ يَخْفَى عَلَيْه شَيْءٌ في الأَرْض وَلاَ في السَّمَاء، وَلاَ يَخْفَى عَلَيْه شَيْءٌ منَ الغُيُوب المَاضيَة وَالمُسْتَقْبَليَّة، كُلُّهُ في عِلْمِ اللَّه عز وجل سَوَاء.

الدَّرَجَةُ الثَّانيَةُ: الإيمَانُ بأَنَّ اللَّهَ كَتَبَ ذَلكَ في اللَّوْح المَحْفُوظ الَّذي كَتَبَ فيه مَقَادير كُلِّ شَيْءٍ، كَمَا في الحَدِيثِ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ: اكْتُبْ، فَقَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ الْقَدَرَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الأَْبَدِ» ([1]).

فَنُؤْمنُ بأَنَّ كُلَّ مَا يَجْري، وَكُلَّ مَا يَقَعُ، أَنَّ اللَّهَ عَلِمَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ كَتَبَهُ سبحانه وتعالى في اللَّوْح المَحْفُوظ، كَمَا في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22].


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22707).