×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

-      تَوْحيدُ الرُّبُوبيَّة.

-      تَوْحيدُ الأُلُوهيَّة.

-      تَوْحيدُ الأَسْمَاء وَالصِّفَات.

النَّوْعُ الأَوَّلُ: تَوْحيدُ الرُّبُوبيَّة:

وَهُوَ مَرْكُوزٌ في الفِطَرِ، لاَ يَكَادُ يُنَازعُ فِيهِ الخَلْقُ، حَتَّى إبْلِيس الَّذي هُوَ رَأْسُ الكُفْر، قَالَ: ﴿رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي [الحجر: 39]، وَقَالَ: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ [ص: 82]، فَهُوَ أَقَرَّ برُبُوبيَّة اللَّه، وَحَلَفَ بعزَّة اللَّهِ.

كَذَلكَ سَائرُ الكَفَرَة، مُقِرُّون بهَذَا؛ كَأَبِي جَهْلٍ وَأَبِي لَهَبٍ وَخِلاَفهم مِنْ أَئمَّة الكُفْر كَانُوا مُقِرِّينَ بتَوْحِيدِ الرُّبُوبيَّة عَلَى مَا هُمْ فِيهِ منَ الكُفْر وَالضَّلاَل، قَالَ جل وعلا: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ [الزخرف: 87].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٨٧ [المؤمنون: 86- 87].

وَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٨سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ ٨٩ [المؤمنون: 88- 89].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ [يونس: 31]

إذًا، فَهُمْ مُقِرُّونَ بِهَذَا كُلِّه، وَعِنْدَ الشَّدَائد يُخْلِصُونَ الدُّعَاءَ للَّهِ؛ لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لاَ يُنْجِي مِنَ الشَّدَائد إلاَّ اللَّهُ سبحانه وتعالى، وَأَنَّ آلهَتَهُم وَأَصْنَامَهُم لاَ تَقْدِرُ عَلَى إنْجَائِهِمْ منَ المَهَالك.


الشرح