×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

«لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ» نَأْخُذُ مَعْنى: لاَ مَعْبُودَ بحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ سبحانه وتعالى.

وَلَيْسَ الإلَهُ مَعْنَاهُ مَا يَقُولُهُ بَعْض أَهْل الضَّلاَل حَيْثُ يَقُولُونَ: إنَّ الإلَهَ مَعْنَاهُ القَادرُ عَلَى الاخْترَاع وَالخَلْق، لاَ، بَل الإلَهُ مَعْنَاهُ: المَعْبُودُ، مِنْ أَلَهَ يَأْلَهُ بمَعْنى: أَحبَّ وَعَبَد.

النَّوْعُ الثَّالثُ: تَوْحيدُ الأَسْمَاء وَالصِّفَات:

وَمَعْنَاهُ: أَن نُثْبتَ للَّه عز وجل مَا أَثْبَتَهُ لنَفْسه، وَمَا أَثْبَتَهُ لَهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم منَ الأَسْمَاء وَالصِّفَات، وَأَنْ نَنْفيَ عَن اللَّه مَا نَفَاهُ عَن نَفْسه، وَنَفَاهُ عَنْهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم من النَّقَائص وَالعُيُوب من غَيْر تَحْريفٍ، وَلاَ تَعْطيلٍ، وَلاَ تَكْييفٍ، وَلاَ تَمْثيلٍ؛ لقَوْله تَعَالَى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 74]، وَمَا جَاءَ في آيَة الكُرْسيِّ، وَفي سُورَة الإخْلاَص، وَفي أَغْلَب السُّوَر المَكِّيَّة بذِكْرِ أَسْمَاء اللَّهِ وَصِفَاتِهِ، وَالسُّوَر المَدَنيَّة، بَل أَغْلَب القُرْآن.

وَكَثيرٌ مِنْ آيَات القُرْآن لاَ تَخْلُو من ذِكْرِ أَسْمَاء اللَّه وَصِفَاتِهِ، وَمَعَ مَطْلَع كُلِّ سُورَةٍ: «بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم»، وَمَعْنَاهَا إثْبَاتُ الاسْمِ للَّه، وَإثْبَات الرَّحْمَن وَالرَّحيم، إلَى غَيْر ذَلكَ من كَمَال الصِّفَات للَّه عز وجل.

وَاللَّهُ جل وعلا وَصَفَ نَفْسَهُ بصفَاتٍ، وَسَمَّى نَفْسَهُ بأَسْمَاءٍ، فَيَجبُ عَلَيْنَا أَن نُثْبتَ ذَلكَ، وَنَعْتَقدُهُ عَلَى مَا جَاءَ في كِتَابِ اللَّه، لاَ نَتَدَخَّل بعُقُولنَا، وَلاَ نُؤَوِّل بأَفْهَامنَا وَمَدَاركنَا، وَلاَ نَحْكُمُ عَلَى اللَّه سبحانه وتعالى؛ لأَنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ بنَفْسه من غَيْره، فَاللَّهُ جل وعلا يَقُولُ: ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا [طه: 110].


الشرح