وَيَقُولُ جل وعلا: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ
لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ
مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ
أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا
بِمَا شَآءَۚ﴾ [البقرة: 255].
وَنَهَانَا
اللَّهُ عز وجل أَن نَضْربَ لَهُ الأَمْثَال، وَأَن نَتَّخذَ مَعَهُ الأَنْدَادَ
وَالوُزَرَاءَ وَالشُّبَهَاء؛ لأَنَّ اللَّهَ لاَ شَبيهَ لَهُ، وَلاَ مَثيلَ،
وَلاَ شَرِيكَ لَهُ، وَلاَ ندَّ، سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْركُونَ.
وَقَد
تَعَبَّدنَا اللَّهُ جل وعلا بأَنْ نَدْعُوَهُ بأَسْمَائِهِ وَصفَاتِهِ، قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ
فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
·
فَهُوَ
سُبْحَانَهُ أَوْضَحَ لَنَا مَا يَلي:
أَوَّلاً:
أَثْبَتَ لنَفْسه الأَسْمَاءَ ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ [الأعراف: 180].
ثَانيًا:
وَصَفَهَا بأَنَّهَا حُسْنَى، فَكُلُّ أَسْمَاء اللَّه حُسْنَى.
ثَالثًا:
أَمَرَنَا أَن نَدْعُوَهُ بهَا.
رَابعًا:
نَهَانَا عَنِ الإلْحَاد في أَسْمَائِهِ.
وَمَعْنَى
الإلْحَادِ: المَيْلُ، وَالإلْحَادُ في أَسْمَاءِ اللَّه: هُوَ
المَيْلُ بِهَا عَمَّا دَلَّتْ عَلَيْه، بتَحْرِيفِهَا وَتَأْوِيلِهَا إلَى مَا
لاَ تَحْتَملُهُ، وَلَيْسَ بمُرَاد اللَّه سبحانه وتعالى مِنْهَا، كَمَا
يَفْعَلُهُ الجَهْميَّة وَالمُعْتَزلَة، وَمَنْ سَارَ عَلَى خُطَّتهم من الفِرَقِ
الضَّالَّة.
عقيدة أهل السنة والجماعة
****
أَمَّا
أَهْلُ السُّنَّة وَالجَمَاعَة فَإنَّهُم عَلَى خَطٍّ مُسْتَقيمٍ في هَذَا
الأَمْر، وَفي جَميع أُمُور دينِهِم كَذَلكَ، وَالحَمْدُ للَّه، وَلَكن في بَاب
العَقيدَة يَخُصُّونَهُ بمَزِيدِ اهْتمَامٍ، وَمَزيد عِنَايَةٍ؛ لأَنَّ الضَّلاَلَ
فِيهِ ضَلاَلٌ كَبيرٌ، وَالخَطَأَ فيه