×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

من غَيْره بحُكْم تَعْيينِهِ لهَذَا الأَمْر، وَلَكن كُلُّ مُسْلمٍ وَكُلُّ مَنْ عِنْدَه أَثَارَة من عِلْمٍ فَإنَّهُ يَجبُ عَلَيْه أَن يُشَاركَ في هَذَا الوَاجبِ العَظيمِ، وَذَلكَ بالتَّعَاوُن وَالتَّنَاصُح، عَلَيْه أَن يُشَاركَ فِي هَذَا الوَاجِبِ العَظيمِ، وَذَلكَ بالتَّعَاوُن وَالتَّنَاصُح وَالتَّذَاكر وَالاطِّلاَع عَلَى كَيْد الأَعْدَاء، وَمَا يُنْشَر، وَمَا يُذَاعُ، وَمَا يُرَوَّج لَهُ، فَإنَّنَا في وَقْتٍ لاَ يَسْمَحُ لَنَا بالغَفْلَة، كَمَا قَالَ الشَّاعرُ:

وَمَنْ رَعَى غَنَمًا في أَرْض مَسْبعَةٍ **** وَنَامَ عَنْهَا تَوَلَّى رَعْيَهَا الأَسَدُ

فَنَحْنُ الآنَ بَيْنَ ذِئَابٍ وَسِبَاعٍ، وَبَيْنَ دُعَاة إلَى البَاطِلِ يَعْمَلُونَ لَيْلَ نَهَارٍ، وَبِلَبَاقَةٍ وَبمُخَطَّطَاتٍ دَقِيقَةٍ، إنْ لَم نَأْخُذْ حِذْرنَا منْهَا، وَلَم نَتَعَاوَنْ عَلَى رَدِّهَا، وَإلاَّ فَإنَّ الأَمْرَ خَطيرٌ، وَخَطيرٌ جدًّا.

واجب الدعوة واجب عظيم

****

أَيُّهَا الإخْوَةُ: إنَّ وَاجِبَنَا وَاجِبٌ عَظيمٌ، وَهُوَ وَاجبُ الدَّعْوَة إلَى اللَّهِ، وَهَذَا من أَفْضَل الجِهَادِ، فَالَّذي يَقُومُ بنُصْرَة دِينِ اللَّه، وَيُذكِّرُ الخَلْقَ وَالأَمْر بالمَعْرُوف، وَالنَّهْي عَن المُنْكَر، مِنْ أَفْضَل المُجَاهدينَ، قَالَ اللَّهُ سبحانه وتعالى لنَبيِّه: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ [يوسف: 108].

فَسَبيلُ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم هِيَ الدَّعْوَةُ إلَى اللَّهِ عَلَى بَصيرَةٍ: دَعْوَةُ الكُفَّار، دَعْوَةُ المُفرِّطينَ وَالمُتَكَاسِلِينَ مِنَ المُسْلمينَ إلَى الانْتبَاه، وَإلَى تَصْحِيحِ الخَطَإِ.

وَالدَّعْوَةُ تَتَنَوَّعُ وَتَخْتَلفُ، وَتَتَأَكَّدُ في بَعْضِ الأَحْوَال، وَتَتَحَتَّمُ في بَعْض الظُّرُوف لمُلاَبَسَاتٍ وَلأَخْطَارٍ تَحْتَاجُ إلَى عِلاَجٍ.


الشرح