إلَى طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْربهَا عِنْدَ
قِيَامِ السَّاعَة، وَقَد تَبَرَّأَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُلِّ
مُسْلمٍ يُقيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ المُشْركينَ، فَتَحْرُمُ عَلَى المُسْلِم
الإقَامَةُ في بِلاَدِ الكُفَّار إلاَّ إذَا كَانَ لاَ يَسْتَطيعُ الهِجْرَةَ
مِنْهَا، أَوْ كَانَ في إقَامَتِهِ مَصْلَحَةٌ دِينِيَّةٌ كَالدَّعْوَة إلَى
اللَّهِ، وَنَشْر الإسْلاَم، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ
أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ
قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ
مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ٩٧إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ
وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا
٩٨فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا
غَفُورٗا ٩٩﴾ [النساء: 97- 99]
2-
مُنَاصَرَةُ المُسْلِمِينَ وَمُعَاوَنَتُهُم بالنَّفْس وَالمَالِ وَاللِّسَان
فيمَا يَحْتَاجُونَ إلَيْه في دِينِهمْ وَدُنْيَاهُمْ:
قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾
[التوبة: 71]
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿وَإِنِ
ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوۡمِۢ
بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ﴾
[الأنفال: 72].
3-
التَّأَلُّمُ لأَلَمِهِم، وَالسُّرُور بسُرُورِهِمْ:
قَالَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ
الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَلِ
الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ
وَالْحُمَّى» ([1]).
وَقَالَ أَيْضًا عليه الصلاة والسلام: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابعِهِ صلى الله عليه وسلم ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6011)، ومسلم رقم (2586).