×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ [الكهف: 28].

10- الدُّعَاءُ لَهُم، وَالاسْتغْفَار لَهُمْ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19]

وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ [الحشر: 10].

·       تَنْبيهٌ:

وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ [الممتحنة: 8]، فَمَعْنَاهُ: أَنَّ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ منَ الكُفَّار، فَلَمْ يُقَاتِلِ المُسْلمينَ، وَلَمْ يُخْرِجْهُم مِنْ دِيَارِهِمْ؛ فَإنَّ المُسْلمينَ يُقَابلُونَ ذَلكَ بمُكَافَأَته بالإِحْسَانِ وَالعَدْل مَعَهُ في التَّعَامُل الدُّنْيَويِّ، وَلاَ يُحبُّونَهُ بِقُلُوبِهِمْ؛ لأَنَّ اللَّهَ قَالَ: ﴿أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ [الممتحنة: 8]

وَلَمْ يَقُلْ: تُوَالُونَهُمْ وَتُحِبُّونَهُمْ.

وَنَظيرُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى في الوَالِدَيْنِ الكَافِرَيْنِ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ [لقمان: 15]، وَقَد جَاءَتْ أُمُّ أَسْمَاء إلَيْهَا تَطْلُبُ صِلَتَهَا وَهِيَ كَافرَةٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ أَسْمَاءُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي ذَلكَ، فَقَالَ لَهَا: «صِلِي أُمَّكِ» ([1])، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ [المجادلة: 22]، فَالصِّلَةُ وَالمُكَافَأَةُ الدُّنْيَويَّةُ شَيْءٌ، وَالمَوَدَّةُ شَيْءٌ آخَرُ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2620)، ومسلم رقم (1003).