وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم
بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ
عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾
[الكهف: 28].
10-
الدُّعَاءُ لَهُم، وَالاسْتغْفَار لَهُمْ:
قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ
لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾
[محمد: 19]
وَقَالَ
سُبْحَانَهُ: ﴿رَبَّنَا
ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10].
·
تَنْبيهٌ:
وَأَمَّا
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لَّا
يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ
يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ
ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾
[الممتحنة: 8]، فَمَعْنَاهُ: أَنَّ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ منَ الكُفَّار، فَلَمْ
يُقَاتِلِ المُسْلمينَ، وَلَمْ يُخْرِجْهُم مِنْ دِيَارِهِمْ؛ فَإنَّ المُسْلمينَ
يُقَابلُونَ ذَلكَ بمُكَافَأَته بالإِحْسَانِ وَالعَدْل مَعَهُ في التَّعَامُل
الدُّنْيَويِّ، وَلاَ يُحبُّونَهُ بِقُلُوبِهِمْ؛ لأَنَّ اللَّهَ قَالَ: ﴿أَن
تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ﴾
[الممتحنة: 8]
وَلَمْ
يَقُلْ: تُوَالُونَهُمْ وَتُحِبُّونَهُمْ.
وَنَظيرُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى في الوَالِدَيْنِ الكَافِرَيْنِ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ﴾ [لقمان: 15]، وَقَد جَاءَتْ أُمُّ أَسْمَاء إلَيْهَا تَطْلُبُ صِلَتَهَا وَهِيَ كَافرَةٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ أَسْمَاءُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي ذَلكَ، فَقَالَ لَهَا: «صِلِي أُمَّكِ» ([1])، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ﴾ [المجادلة: 22]، فَالصِّلَةُ وَالمُكَافَأَةُ الدُّنْيَويَّةُ شَيْءٌ، وَالمَوَدَّةُ شَيْءٌ آخَرُ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2620)، ومسلم رقم (1003).