ثالثًا: أقسام الناس فيما يجب في حقِّهم من
الولاء والبراء.
·
النَّاسُ
في الوَلاَء وَالبَرَاء عَلَى ثَلاَثَة أَقْسَامٍ:
القِسْمُ
الأَوَّلُ: مَنْ يُحَبُّ مَحَبَّةً خَالصَةً لاَ مُعَادَاةَ
مَعَهَا:
وَهُمُ
المُؤْمنُونَ الخُلَّصُ مِنَ الأَنْبيَاء وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء
وَالصَّالِحِينَ، وَفِي مُقَدِّمَتهمْ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَإنَّهُ
تَجبُ مَحَبَّتُهُ أَعْظَمَ من مَحَبَّة النَّفْس وَالوَلَد وَالوَالِدِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعينَ، ثُمَّ زَوْجَاته أُمَّهَات المُؤْمِنِينَ، وَأَهْل بَيْتِهِ
الطَّيِّبينَ، وَصَحَابَته الكِرَام، خُصُوصًا الخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ،
وَبَقيَّة العَشَرَة، وَالمُهَاجِرِينَ، وَالأَنْصَار، وَأَهْلَ بَدْرٍ، وَأَهْلَ
بَيْعَة الرِّضْوَان، ثُمَّ بَقيَّةَ الصَّحَابَة رضي الله عنهم ْ أَجْمَعينَ،
ثُمَّ التَّابعِيِنَ، وَالقُرُون المُفَضَّلَة، وَسَلَف هَذِهِ الأُمَّة
وَأَئمَّتهَا كَالأَئمَّة الأَرْبَعَة، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ
رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ
رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر:
10].
وَلاَ
يُبْغِضُ الصَّحَابَةَ وَسَلَفَ هَذِهِ الأُمَّة مَنْ فِي قَلْبه إيمَانٌ،
وَإنَّمَا يُبْغِضُهُم أَهْلُ الزَّيْغ وَالنِّفَاق وَأَعْدَاء الإسْلاَم
كَالرَّافضَة وَالخَوَارج، نَسْأَلُ اللَّهَ العَافيَةَ.
القِسْمُ
الثَّانِي: مَنْ يُبْغَضُ وَيُعَادَى بُغْضًا وَمُعَادَاةً
خَالِصَيْنِ لاَ مَحَبَّةَ، وَلاَ مُوَالاَةَ مَعَهُمَا:
وَهُمُ الكُفَّارُ الخُلَّصُ مِنَ الكُفَّار وَالمُشْركينَ وَالمُنَافِقِينَ وَالمُرْتَدِّينَ وَالمُلْحدينَ عَلَى اخْتلاَفِ أجْنَاسِهِم، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾ [المجادلة: 22]، وَقَالَ تَعَالَى عَائِبًا عَلَى بَنِي إسْرَائيلَ: ﴿تَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ