×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ٩٧إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا ٩٨فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا ٩٩ [النساء: 97- 99].

فَلَمْ يَعْذُر اللَّهُ في الإقَامَة فِي بِلاَدِ الكُفَّار إِلاَّ المُسْتَضْعَفينَ الَّذينَ لاَ يَسْتَطيعُونَ الهِجْرَةَ، وَكَذَلكَ مَنْ كَانَ في إقَامَتِهِ مَصْلَحَةٌ دينيَّةٌ كَالدَّعْوَة إلَى اللَّهِ، وَنَشْر الإسْلاَم في بِلاَدِهِمْ.

3- السَّفَرُ إلَى بِلاَدِهِمْ لغَرَض النُّزْهَة، وَمُتْعَة النَّفْس:

وَالسَّفَرُ إلَى بِلاَدِ الكُفَّار مُحَرَّمٌ إلاَّ عنْدَ الضَّرُورَة كَالعِلاَجِ وَالتِّجَارَة وَالتَّعْليم للتَّخَصُّصَات النَّافعَة الَّتي لاَ يُمْكنُ الحُصُولُ عَلَيْهَا إلاَّ بالسَّفَر إلَيْهمْ، فَيَجُوزُ بقَدْر الحَاجَة، وَإذَا انْتَهَتِ الحَاجَةُ، وَجَبَ الرُّجُوعُ إلَى بِلاَدِ المُسْلِمِينَ.

وَيُشْتَرطُ كَذَلكَ لجَوَاز هَذَا السَّفَر أَنْ يَكُونَ مُظْهرًا لدينِهِ، مُعْتزًّا بإسْلاَمِهِ، مُبْتَعدًا عَنْ مَوَاطنِ الشَّرِّ، حَذِرًا من دَسَائسِ الأَعْدَاء وَمَكَائِدِهمْ، وَكَذَلكَ يَجُوزُ السَّفَرُ أَو يَجبُ إلَى بِلاَدِهِم إذَا كَانَ لأَجْل الدَّعْوَة إلَى اللَّهِ، وَنَشْر الإسْلاَم.

4- إعَانَتُهُم وَمُنَاصَرَتُهُمْ عَلَى المُسْلمينَ، وَمَدْحُهُم وَالذَّبُّ عَنْهُمْ:

وَهَذَا مِنْ نَوَاقِضِ الإسْلاَمِ، وَأَسْبَاب الرِّدَّة، نَعُوذُ باللَّه من ذَلكَ.

5- اتِّخَاذُهُمْ بِطَانَةً وَمُسْتَشَارينَ:

قَالَ تَعَالَى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ ١١٨هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ 


الشرح