×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وَمِنْ هَذَا مَا وَقَعَ في هَذَا الزَّمَان مِنَ اسْتِقْدَام الكُفَّار إلَى بِلاَدِ المُسْلِمِينَ - بِلاَد الحَرَمَيْن الشَّريفَيْن - وَجَعْلِهِم عُمَّالاً وَسَائِقِينَ وَمُسْتَخْدَمينَ وَمُرَبِّينَ في البُيُوت، وَخَلْطهم مَعَ العَوَائِلِ، أَوْ خَلْطهم مَعَ المُسْلِمِينَ في بِلاَدِهمْ.

6- التَّأْريخُ بِتَارِيخِهمْ، خُصُوصًا التَّاريخَ الَّذي يُعَبِّرُ عَن طُقُوسِهِم وَأَعْيَادِهِم كَالتَّارِيخ المِيلاَديِّ:

وَالَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ ذِكْرَى مَوْلِدِ المَسِيحِ عليه السلام، وَالَّذِي ابْتَدَعُوهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ دِينِ المَسِيحِ عليه السلام، فَاسْتِعْمَالُ هَذَا التَّارِيخ فِيهِ مُشَارَكَةٌ فِي إحْيَاء شَعَائِرِهم وَعِيدِهمْ.

وَلتَجَنُّب هَذَا لَمَّا أَرَادَ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم وَضْعَ تَأْريخٍ للْمُسْلمينَ في عَهْدِ الخَليفَة عُمَرَ رضي الله عنه عَدَلُوا عَن تَوَاريخِ الكُفَّار، وَأَرَّخُوا بِهِجْرَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ممَّا يَدُلُّ عَلَى وُجُوب مُخَالَفَة الكُفَّار فِي هَذَا، وَفي غَيْره مِمَّا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهمْ، وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ.

7- مُشَارَكَتُهُم فِي أَعْيَادِهِمْ، أَوْ مُسَاعَدَتهم في إقَامَتهَا، أَوْ تَهْنئَتهم بمُنَاسَبَتهَا، أَوْ حُضُور إقَامَتهَا:

وَقَد فُسِّرَ قَوْلهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ [الفرقان: 72] أَيْ: وَمِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَن أَنَّهُمْ لاَ يَحْضُرُونَ أَعْيَادَ الكُفَّار.

8- مَدْحُهُمْ وَالإشَادَة بِمَا هُمْ عَلَيْه مِنَ المَدَنيَّة وَالحَضَارَة وَالإعْجَاب بأَخْلاَقِهِم وَمَهَارَاتهم دُونَ نَظَرٍ إلَى عَقَائِدِهم البَاطلَة، وَدينِهِم الفَاسِدِ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ [طه: 131]، وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلكَ أَنَّ المُسْلِمِينَ لاَ يَتَّخذُونَ أَسْبَابَ القُوَّة مِنْ تَعَلُّمِ الصِّنَاعَات، وَمُقَوِّمَات


الشرح