الشباب والزواج
****
وَمِنْ
مَشَاكِلِ الشَّبَاب أَيْضًا عُزُوفُهُم عَنِ الزَّوَاج، وَهُوَ مُشْكلَةٌ
عَظيمَةٌ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْه مَضَارُّ كَبيرَةٌ لاَ يَعْلَمُهَا إلاَّ
اللَّهُ، وَهُمْ يَتَعَلَّلُونَ بِتَعْليلاَتٍ، مِنْهَا:
أَوَّلاً:
قَوْلُهُمْ: إنَّ الزَّوَاجَ المُبَكِّرَ يَشْغَلُ عَنِ الدِّرَاسَة
وَالاسْتِعْدَاد للْمُسْتَقْبَل.
ثَانيًا:
قَوْلُهُمْ: إنَّ الزَّوَاجَ المُبَكِّرَ يُحمِّلُ الشَّابَّ مَسْئُوليَّةَ
الإنْفَاقِ عَلَى زَوْجَته وَأَوْلاَده.
ثَالثًا:
قَوْلهم -وَهَذَا مِنْ أَخْطَرِ الأَسْبَاب لنُفُور الشَّبَاب عَنِ الزَّوَاج-:
العَرَاقيلُ الَّتي وُضِعَتْ فِي طَرِيقِ الزَّوَاج مِنْ تَكَاليفَ بَاهظَةٍ،
وَإسْرَافٍ قَدْ لاَ يَسْتَطيعُهُ الشَّابُّ، هَذِهِ هِيَ فِي نَظَري أَهَمُّ
أَسْبَاب تِلْكَ المُشْكلَة.
·
وَعلاَجُ
هَذِهِ المُشْكلَة بَسيطٌ وَمَيْسُورٌ إذَا مَا صَدَقْنَا النِّيَّةَ:
فَأَوَّلاً:
يُبَيَّنُ للشَّبَاب مَا فِي الزَّوَاج مِنْ مَزَايَا وَحَسَنَاتٍ وَخَيْرَاتٍ
تَرْجُحُ عَلَى مَا ذَكَرُوهُ مِنْ مُعَوِّقَاتٍ أَوْ مِنْ مَشَاقَّ، وَلَيْسَ فِي
هَذِهِ الدُّنْيَا إلاَّ وَيُقَابلُهُ شَيْءٌ، أَنَا لاَ أَقُولُ: إنَّ الزَّوَاجَ
مَيْسُورٌ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، أَوْ لَيْسَ فِيهِ مَشَقَّةٌ، أَوْ لَيْسَ فِيهِ
مَشَاكلُ، نَعَمْ فِيهِ مَشَاكلُ، وَفيه مَشَاقُّ، وَلَكِن فِيهِ مَصَالحُ تَرْجُحُ
عَلَى هَذِهِ المَشَاكل، وَعَلَى هَذِهِ المَشَاقِّ، وَبِالتَّالي تُنْسيهَا،
فَيَشْرَحُ للشَّبَاب مَصَالحَ الزَّوَاج حَتَّى يَقْتَنعُوا وَيَرْغَبُوا فِيهِ، فَالزَّوَاجُ:
أَوَّلاً:
فِيهِ إعْفَافُ الفَرْج، وَغَضُّ البَصَر، يُرْشِدُ إلَى هَذَا قَوْلُ النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ
الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ،