×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

الأَمْرُ الثَّانِي: الْتِقَاءُ الشَّبَاب بالعُلَمَاء مِنْ خِلاَلِ نَدَوَاتٍ تُقَامُ فِي المَسَاجد وَفي المَدَارس وَفي غَيْرهَا، نَدَوَاتٍ مَفْتُوحَة لِلإجَابَة عَنْ مُشْكِلاَتهمْ، وَلتَوْضِيحِ الطَّريق أَمَامَهُمْ؛ فَإنَّ عَلَى العُلَمَاء مَسْؤُوليَّةً عَظيمَةً نَحْوَ شَبَاب المُسْلمينَ، وَلَكن - وَأَقُولُهَا بكُلِّ مَرَارَةٍ - الآنَ الفَجْوَةُ كَبيرَةٌ بَيْنَ الشَّبَاب وَبَيْنَ العُلَمَاء، فَالعُلَمَاءُ غَالبُهُم فِي نَاحِيَةٍ، وَالشَّبَابُ فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى، وَهَذَا مَا سَبَّبَ ضَيَاعَ الشَّبَاب، وَإلَى يَوْم كَانَ الشَّبَابُ يَلْتَقُونَ بعُلَمَائهم، فَقَدْ كَانُوا عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَلَكن حينَمَا انْفَصَلَ الشَّبَابُ عَنْ عُلَمَائِهِمْ حَصَلَتْ هَذِهِ النَّكَسَات العَظِيمَة.

الأَمْرُ الثَّالثُ: مِنَ الأُمُور الَّتي يُعَالجُ بِهَا هَذَا الانْحرَاف، وَتُقَاومُ بِهَا هَذِهِ التَّيَّارَات المُوَجَّهَة نَحْوَ الشَّبَاب: مَنْع سَفَرِهِم إلَى الخَارِجِ إلاَّ لضَرُورَةٍ مُلحَّةٍ، مَعَ وَضْع الضَّوَابط وَالضَّمَانَات الَّتي تُبْعدُهُم عَنْ مَخَاطِرِ السَّفَر إلَى بِلاَدِ الكُفْرِ، أَمَّا إذَا تُرِكُوا ليُسَافرُوا عَلَى عِلاَّتِهِم؛ فَإنَّ الأَمْرَ خَطيرٌ جِدًّا.

·       هَذِهِ أُمُورٌ أَرَاهَا إذَا مَا تَحَقَّقَتْ، فَإنَّهَا سَتُقَاومُ هَذِهِ التَّيَّارَات الَّتي تَجْتَذبُ الشَّبَابَ:

أَوَّلاً: إصْلاَحُ المَنَاهج، وَاخْتيَار المُدَرِّسينَ الصَّالحينَ.

ثَانيًا: الْتِقَاءُ الشَّبَاب بعُلَمَائِهِمْ مِنْ خِلاَلِ النَّدَوَات وَالمُحَاضَرَات، وَغَيْر ذَلكَ.

ثَالثًا: مَنْعُ هَذَا الزَّحْف، وَهُوَ سَفَرُهُم إلَى الخَارج إلاَّ لِضَرُورَةٍ مُلحَّةٍ، مَعَ وَضْعِ الضَّوَابط وَالضَّمَانَات الكَفيلَة بإبْعَادهم عَنْ مَخَاطِرِ هَذِهِ الأَسْفَار الخَطيرَة.

رَابعًا: إصْلاَحُ وَسَائِل الإعْلاَم بحَيْثُ لاَ تَبُثُّ إلاَّ مَا هُوَ صَالحٌ وَمُفيدٌ مُوَجَّهٌ نَحْوَ الخَيْر.


الشرح