×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

مَا يَتَغَيَّرُ لدينِهِ وَمُجْتَمَعِهِ المُسْلم، وَيَعُودُ صِفْرَ اليَدَيْن، هَذَا مِنْ أَسْبَاب الانْحرَاف الخُلُقيِّ وَالعَقَديِّ فِي الشَّبَاب، وَهُوَ السَّفَرُ إلَى الخَارِجِ، الخَارجُ الَّذي يَمُوجُ بالفَسَاد.

ثَالثًا: وَمِنْ أَسْبَاب ذَلكَ:

فُشُو الجَهْل، جَهْلِ كَثيرٍ مِنَ الشَّبَاب بدِينِهمْ؛ لأَنَّهُم لَمْ يَتَلَقَّوْا مِنْ دِينِهم وَعُلُومه الحَصَانَةَ الكَافيَةَ الَّتي يَعْرفُونَ بِهَا الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّب، وَالضَّارَّ مِنَ النَّافع، وَيُمَيِّزُونَ بِهَا بَيْنَ الحَلاَل وَالحَرَام.

لهَذِهِ الأَسْبَاب وَلغَيْرهَا، أَثَّرَتْ هَذِهِ التَّيَّارَات الهَدَّامَة فِي الشَّبَاب تَأْثيرًا بَليغًا، مِمَّا ظَهَرَت آثَارُهُ عَلَيْهمْ، وَتَعَاظَمَت شُرُورُهُ، وَتَفَاقَم خَطَرُهُ.

العلاج الناجح لمشكلات الشباب

****

وَعِلاَجُ هَذِهِ المُشْكلَة إذَا مَا نَصَحْنَا للَّهِ وَلرَسُولِهِ وَكِتَابِهِ وَلأَئمَّة المُسْلمينَ وَعَامَّتهمْ، عِلاَجُ هَذِهِ المُشْكلَة مَيْسُورٌ يَتَلَخَّصُ فِي أُمُورٍ قَريبَةٍ مَيْسُورَةٍ:

الأَمْرُ الأَوَّلُ: إصْلاَحُ المَنَاهج التَّعْليميَّة الَّتي يَتَلَقَّوْنَهَا فِي المَدَارس، بحَيْثُ تُمْلَأُ هَذِهِ المَنَاهج بالعُلُوم الدِّينيَّة النَّافعَة، بعُلُوم العَقَائد الصَّحيحَة، وَمَعْرفَة الحَلاَل مِنَ الحَرَام فِي المُعَامَلاَت، وَفي المَأْكَل وَالمَشْرَب وَالعَادَات وَالأَخْلاَق؛ حَتَّى تَمْتَلئَ قُلُوبُهُم بالعِلْمِ النَّافِع الَّذي إذَا تَسَلَّحُوا بِهِ، اسْتَطَاعُوا أَنْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الطَّيِّب وَالخَبِيثِ، وَأَنْ يُقَاومُوا الشُّبَهَ الَّتِي تُوَاجِهُهُم فِي إصْلاَح المَنَاهج أَوَّلاً، وَاخْتيَار المُدَرِّسينَ الأَكْفَاء الصَّالحينَ الَّذينَ يُوَصِّلُونَ حَصيلَةَ هَذِهِ المَنَاهج وَهَذِهِ العُلُوم النَّافعَة، يُوَصِّلُونَهَا إلَى قُلُوب الشَّبَاب، وَيُرَبُّونَهُم بِهَا.


الشرح