×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

الزواج المبكر وفوائده

****

وَمِنْ فَوَائِدِ الزَّوَاج المُبَكِّر: حُصُولُ الأَوْلاَد الَّذينَ تَقرُّ بِهِم عَيْنُهُ، يَقُولُ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ [الفرقان: 74]، فَالأَزْوَاجُ وَالأَوْلاَدُ قُرَّةُ أَعْيُنٍ؛ إذْ إنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى وَعَدَهُ أَوْ أَخْبَرَهُ بأَنَّ الزَّوَاجَ تَحْصُلُ به قُرَّةُ العَيْنِ، فَهَذَا مَا يُشَجِّعُ الشَّابَّ وَيُقْنعُهُ بأَنْ يُقْبلَ عَلَى الزَّوَاج بـ: ﴿هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ [الفرقان: 74]، كَمَا أَنَّ الأَوْلاَدَ أَيْضًا أَخْبَرَ اللَّهُ سبحانه وتعالى أَنَّهُم شَطْرُ زِينَةِ الحَيَاة الدُّنْيَا: ﴿ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ [الكهف: 46]، فَالأَوْلاَدُ هُمْ زِينَةُ الحَيَاة الدُّنْيَا، وَالإنْسَانُ يَطْلُبُ الزِّينَةَ، وَكَمَا أَنَّهُ يَطْلُبُ المَالَ، كَذَلكَ يَطْلُبُ الأَوْلاَدَ؛ لأَنَّهُم يُعَادلُونَ المَالَ فِي كَوْنِهِمْ زينَةَ الحَيَاة الدُّنْيَا، هَذَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ فِي الآخِرَةِ الأَوْلاَدُ الصَّالِحُونَ يَجْري نَفْعُهُم عَلَى آبَائِهِم كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، وعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، ووَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، فَالأَوْلاَدُ - إذًا - فِيهِم مَصَالحُ عَظيمَةٌ فِي الحَيَاة وَبَعْدَ المَوْتِ.

كَذَلكَ فِي الزَّوَاج المُبَكِّر وَحُصُول الأَوْلاَد: تَكْثيرُ الأُمَّة الإسْلاَميَّة، وَتَكْثير المُجْتَمَع الإسْلاَميِّ، يَقُولُ صلى الله عليه وسلم: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُْمَمَ» ([2])، أَو كَمَا يَقُولُ صلى الله عليه وسلم، فَالزَّوَاجُ تَتَرَتَّبُ عَلَيْه مَصَالحُ عَظيمَةٌ منْهَا مَا ذَكَرْنَا، فَإذَا مَا شُرِحَتْ للشَّابِّ هَذِهِ المَزَايَا، وَهَذِهِ المَصَالح فَسَتَضْمَحلُّ أَمَامَهُ المُشْكلاَت الَّتي يَجْعَلُهَا عَائقَةً لَهُ عَنِ الزَّوَاج.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1631).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2050)، والنسائي رقم (3227)، وابن حبان رقم (4056).