×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

هَذه صِفَةُ المُؤْمنينَ الَّتي وَصَفَهُمُ اللَّهُ سبحانه وتعالى بِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ [التوبة: 71] فبَيَّن سبحانه وتعالى فِي هَذِهِ الآيَة الكَريمَة صِفَةَ المُؤْمنينَ المُخَالفَة لصِفَةِ المُنَافِقِين بأنَّ بَعْضَهم أَوْليَاء بَعْضٍ، مِنَ الوَلاَيَة بفَتْح الوَاو، وَهِيَ المَحبَّة والمُنَاصرَة واجْتمَاع الكَلمَة.

2- عَلاَمَات الوَلاَء بَيْنَ المُسْلمينَ:

·       ومِنْ عَلاَمَات المَحبَّة، ومِنْ مُقْتَضَيات المَحبَّة:

(أ) التَّزاوُر:

التَّزَاورُ فِي اللهِ بَيْنَ المُتَحَابين، فَهَذَا مِنْ عَلاَمة المَحبَّة، وَفِي الحَدِيثِ الصَّحيح: «أَنَّ رَجُلاً مِمَّن كَانَ قَبْلنا زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأَرَاد اللهُ سبحانه وتعالى أَنْ يَمْتحنَه، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ - يَعْني: عَلَى طَريقِهِ- مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عز وجل قَالَ لَهُ - أَيْ: المَلَك-: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ» ([1]).

(ب) الجُلُوس مَعَ المُؤْمنينَ:

ومِنْ عَلامَات المَحبَّة الجُلُوسُ مَعَ المُؤْمنين، وحُضُور جَمَاعات المُسْلمينَ؛ لأَنَّهمْ جَمَاعةٌ وَاحدةٌ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ [الكهف: 28].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2567).