هَذه صِفَةُ المُؤْمنينَ الَّتي وَصَفَهُمُ
اللَّهُ سبحانه وتعالى بِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 71] فبَيَّن
سبحانه وتعالى فِي هَذِهِ الآيَة الكَريمَة صِفَةَ المُؤْمنينَ المُخَالفَة
لصِفَةِ المُنَافِقِين بأنَّ بَعْضَهم أَوْليَاء بَعْضٍ، مِنَ الوَلاَيَة بفَتْح
الوَاو، وَهِيَ المَحبَّة والمُنَاصرَة واجْتمَاع الكَلمَة.
2-
عَلاَمَات الوَلاَء بَيْنَ المُسْلمينَ:
·
ومِنْ
عَلاَمَات المَحبَّة، ومِنْ مُقْتَضَيات المَحبَّة:
(أ)
التَّزاوُر:
التَّزَاورُ
فِي اللهِ بَيْنَ المُتَحَابين، فَهَذَا مِنْ عَلاَمة المَحبَّة، وَفِي الحَدِيثِ
الصَّحيح: «أَنَّ رَجُلاً مِمَّن كَانَ قَبْلنا
زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأَرَاد اللهُ سبحانه وتعالى
أَنْ يَمْتحنَه، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ - يَعْني: عَلَى
طَريقِهِ- مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ:
أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ
نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عز وجل
قَالَ لَهُ - أَيْ: المَلَك-: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ
أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ» ([1]).
(ب)
الجُلُوس مَعَ المُؤْمنينَ:
ومِنْ عَلامَات المَحبَّة الجُلُوسُ مَعَ المُؤْمنين، وحُضُور جَمَاعات المُسْلمينَ؛ لأَنَّهمْ جَمَاعةٌ وَاحدةٌ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ﴾ [الكهف: 28].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2567).