(ج) الأَمْرُ بالمَعْرُوف، وَالنَّهْي عَنِ
المُنْكَر:
فَمِنْ
مُقْتَضَيَات هَذِهِ المَحَبَّة كَذَلكَ الأَمْرُ بالمَعْرُوف، وَالنَّهْي عَنِ
المُنْكَر، فَالمُسْلمُ يَأْمُرُ أَخَاهُ بالمَعْرُوف، وَهُوَ فِعْلُ كُلِّ خَيْرٍ
وَطَاعَةٍ؛ لأَنَّ فِي ذَلكَ نَفْعًا عَاجلاً وَآجِلاً، كَمَا يَنْهَاهُ عَنِ
المُنْكَر، وَهُوَ كُلُّ مَعْصِيَةٍ وَمُخَالَفَةٍ؛ لأَنَّ فِي ذَلكَ ضَررًا لَهُ
عَاجلاً وَآجِلاً.
قَالَ
تَعَالَى فِي وَصْفِ المُؤْمنينَ: ﴿يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥٓۚ﴾ [التوبة: 71]، هَذَا مِنْ
عَلاَمَات الإِيمَانِ وَالمَحَبَّة للَّهِ عز وجل.
ثانيًا:
البُغْض في الله وعَلاَماتُهُ.
1-
النَّهْيُ عَنْ مُوَالاَة اليَهُود وَالنَّصَارَى:
كَمَا
أَنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى أَمَرَ المُؤْمنينَ بأَنْ يَكُونُوا مُتَحَابِّينَ
فِي اللَّهِ، فَقَدْ نَهَاهُم عَن مَحَبَّة أَعْدَائِهِ، فَقَالَ: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[المائدة: 51].
فَنَهَى
اللَّهُ سبحانه وتعالى عَنْ مُوَالاَة اليَهُود وَالنَّصَارَى، وَذَلكَ يَشْمَلُ
مَحَبَّتَهُم فِي القُلُوب، وَمُنَاصَرَتَهُم عَلَى المُؤْمنينَ، وَالدِّفَاع
عَنْهُمْ، وَتَبْرير مَا هُمْ عَلَيْه، وَيَشْمَلُ كَذَلكَ مَدْحَهُم وَالإشَادَةَ
بِهِم وَالإعْجَاب بِهِمْ، كُلُّ هَذَا يَدْخُلُ فِي مُوَالاَتِهِمْ، فَالَّذي
يُحبُّهُم مِنْ قَلْبه، يَكُونُ وَليًّا لَهُمْ، وَيَكُونُ مُوَاليًا لَهُمْ،
وَيَكُونُ مَعَهُمْ وَمِنْهُمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51]. ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ
٥٥وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ
هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦﴾
[المائدة: 55- 56].