×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وَفِي آيةٍ أُخْرى يَقُول تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ [الممتحنة: 1].

2- النَّهْيُ عَنْ مُوَالاَة أَعْدَاءِ اللَّه وَلَو كَانُوا أَقْرَبَ الأَقَارب:

يَقُولُ سبحانه وتعالى نَاهيًا عِبَادَهُ المُؤْمنينَ عَنْ مُوَالاَة أَعْدَاء اللَّهِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا أَقْرَبَ قَرِيبٍ: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجادلة: 22] فَالمُؤْمِنُ يُبْغِضُ عَدُوَّ اللَّهِ؛ لأَنَّهُ وَليُّ اللَّهِ، فَيُبْغِضُ عَدُوَّ اللَّهِ وَإنْ كَانَ أَقْرَبَ النَّاس إلَيْه، وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَوْ أَبْنَاءَهُم أَوْ إخْوَانَهمْ أَو عَشِيرَتَهمْ، وَقَد ذَكَرَ سبحانه وتعالى خَليلَهُ إبْرَاهيمَ عليه الصلاة والسلام لمَّا تَبَرَّأَ مِنْ أَبِيهِ؛ ليَكُونَ لَنَا قُدْوَةً: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4].

وَيَقُولُ جل وعلا: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ١١٣وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ ١١٤ [التوبة: 113- 114] وَذَكَرَ فِي سُورَة مَرْيَمَ أَنَّ إبْرَاهيمَ عليه السلام لَمَّا دَعَا أَبَاهُ إلَى تَوْحِيدِ اللَّه عز وجل، وَتَرْك عِبَادَةِ الأَصْنَام، وَرَأَى أَنَّهُ مُصِرٌّ عَلَى الكُفْر فِي اللَّهِ، وَعِبَادَة الأَصْنَام، وَأَنَّهُ لَنْ يَقْبَلَ دَعْوَةَ إبْرَاهيمَ، قَالَ عليه الصلاة والسلام كَمَا جَاءَ فِي الآيَة: ﴿وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ


الشرح