×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

خَامسًا: وَهُنَاكَ مَلاَئكَةٌ مُوَكَّلُونَ بالأَجنَّةِ فِي بُطُون الإنَاثِ، كَمَا فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثنَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ» ([1])، هَذَا المَلَكُ يُرْسلُهُ اللَّهُ إلَيْه فِي هَذِهِ المُهمَّة العَظيمَة.

سَادسًا: وَهُنَاكَ مَلاَئكَةٌ مُوَكَّلُونَ بقَبْض الأَرْوَاح حِينَ يَنْتَهي الأَجَلُ، فَهُنَاكَ مَلَكُ المَوْتِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ [السجدة: 11]، وَمَلَكُ المَوْتِ مَعَهُ أَعْوَانٌ لَهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ ٦١ثُمَّ رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ ٦٢ [الأنعام: 61- 62].

وَالتَّوفِّي أُضِيفَ إلَى المَلاَئكَة، وَإلَى مَلَك المَوْت، وَإلَى اللَّهِ، ﴿ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا [الزمر: 42]، أُضِيفَ إلَى اللَّهِ؛ لأَنَّهُ هُوَ الَّذي أَمَرَ به سبحانه وتعالى، وَأُضِيفَ إلَى المَلاَئكَة لأَنَّهُم هُمُ الَّذينَ يُبَاشرُونَ ذَلكَ، يَجْمَعُونَ الرُّوحَ وَيَسُوقُونَهَا مِنْ جَسَد الإنْسَان حَتَّى تَبْلُغَ الحُلْقُومَ، وَأُضيفَ إلَى مَلَك المَوْت: ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ [السجدة: 11] لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يَتَوَلَّى قَبْضَهَا عِنْدَمَا تَجْتَمعُ فِي آخِرِ مَرْحَلَةٍ.

سَابعًا: وَهُنَاكَ مَلاَئكَةٌ مُوَكَّلُونَ بحِفْظِ أَعْمَال بَنِي آدَمَ كَمَا فِي الحَدِيثِ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ» ([2]).

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢ [الانفطار: 10- 12].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3208)، ومسلم رقم (2643).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (555)، ومسلم رقم (632).