كل إنسان معه ملكان وكتابة النيات والمقاصد
****
وَكُلُّ
إنْسَانٍ مِنَّا مَعَهُ مَلَكَان مُوَكَّلاَن بِهِ، مَلَكٌ عَن يَمينِهِ يَكْتُبُ
الحَسَنَات، وَآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ يَكْتُبُ السَّيِّئَات، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى
ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧مَّا يَلۡفِظُ مِن
قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١٨﴾
[ق: 17- 18]
هَؤُلاَء
الحَفَظَةُ يُلاَزمُونَ الإنْسَانَ فِي سَفَره وَجُلُوسِهِ، وَفي جَميع
أَحْوَالِهِ، فِي صَلاَته وَسُجُودِهِ، يُلاَزمُونَهُ، وَلاَ يَتَخَلَّوْنَ عَنْهُ
إلاَّ فِي الأَحْوَال الخَاصَّة كَحَال قَضَاءِ الحَاجَة، فَهُم يَكْتُبُونَ
أَقْوَالَهُ وَأَعْمَالَهُ.
·
المَلاَئكَةُ
يَكْتُبُونَ النِّيَّات وَالمَقَاصد:
وَقَدْ
وَرَدَ أَنَّهُمْ يَكْتُبُونَ نيَّات الإنْسَان وَمَقَاصدَهُ القَلْبيَّة، وَمَا
يَنْوي أَنْ يَفْعَلَهُ، لذَلكَ يُثَابُ الإنْسَانُ عَلَى النِّيَّة الحَسَنَة؛
لأَنَّهَا عَمَلٌ قَلْبيٌّ، وَيُعَاقبُ عَلَى النِّيَّة السَّيِّئَة؛ لأَنَّ
النِّيَّةَ عَمَلٌ قَلْبيٌّ.
فَهَؤُلاَء
مُوَكَّلُونَ بالإنْسَان مِنْ حِينِ بُلُوغِهِ سِنَّ التَّكْليف إلَى أَنْ
يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ، وَهُمْ يَكْتُبُونَ عَلَيْه مَا عَمِلَهُ فِي الحَيَاة من
نِيَّاتٍ وَأَعْمَالٍ وَأَقْوَالٍ وَغَيْرِ ذَلكَ.
مَنْزلَة صَلاَتي الفَجْر وَالعَصْر بَيْنَ الصَّلَوَات
****
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، يَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ وَفِي صَلاَةِ الْفَجْرِ» ([1])، وَلهَذَا كَانَتْ هَاتَان الصَّلاَتَان أَفْضَلَ الصَّلَوَات، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ﴾ [الإسراء: 78] يَعْني: صَلاَة