معنى الإيمان بالملائكة وبيان ممَّ خلقهم الله
****
وَالمَوْضُوعُ
الَّذي نَحْنُ بصَدَده هُوَ الإيمَانُ بِالمَلاَئكَة الَّذي هُوَ رُكْنٌ مِنْ
أَرْكَان الإيمَان، وَمَعْنَاهُ: التَّصْديقُ بوُجُودهمْ، وَالتَّصْديقُ
بأَعْمَالهم الَّتي يَقُومُونَ بهَا فِي هَذَا الكَوْن، فَالمَلاَئكَةُ خَلْقٌ من
خَلْق اللَّهِ، خَلَقَهم لعِبَادَتِهِ، وَتَنْفيذ أَوَامِرِه فِي الكَوْن،
فَاللَّهُ يُرْسلُ المَلاَئكَةَ لتَنْفيذ أَوَامِرِه، فَهُمْ خَلْقٌ مِنْ عَالَم
الغَيْب، لاَ نَرَاهُم، وَلَكن نُؤْمنُ بِهِم إيمَانًا جَازمًا لاَ يَتَطَرَّقُ
إلَيْه شَكٌّ؛ لأَنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى أَخْبَرَ عَنْهُمْ كَمَا أَخْبَرَ
عَنْهُم رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم إخْبَارًا قَطْعيًّا يَجْعَلُنَا نُؤْمنُ
بِهِمْ.
مِمَّ خَلَقَ اللَّهُ المَلاَئكَةَ؟
****
وَالمَلاَئكَةُ
خُلِقُوا من نُورٍ، كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ
المَلاَئكَةَ مِنْ نُورٍ، فَقَدَ خَلَقَ الشَّيَاطينَ مِنْ نَارٍ، وَخَلَق
الآدَميِّينَ مِنْ طِينٍ، وَخَلَقَ المَلاَئكَةَ مِنْ نُورٍ.
صفات الملائكة
****
·
المَلاَئكَةُ
هُمْ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّه، مِنْ عَالَم الغَيْب، وَلاَ يَعْلَمُ عَدَدهم
وَكَيْفِيَّتهم وَخِلْقَتَهم إلاَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ، وَمِنْ صِفَاتِهِمْ:
أَوَّلاً: هُمْ أَعْظَمُ جُنُود اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [الفتح: 4]، وَلَمَّا ذَكَرَ خَزَنَةَ النَّار ذَكَرَ: ﴿عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر: 30]، وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [المدثر: 31].