×

 وسائِلُ الدَّعوةِ والطُّرُق المُحْدَثة

****

السؤال: هل مناهِجُ الدعوةِ إلى الله توْقِيفِيَّة؟ أم اجتِهادِيَّة؟

الجواب: مناهجُ الدّعوةِ توقِيفِيَّة، بيَّنَها الكتابُ والسُّنَّة وسِيرة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، لا نُحْدِثُ فيها شيئًا من عندِ أنفُسِنا، وهي موجودةٌ في كِتاب الله وفي سُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، وإذا أحدثْنَا ضِعْنا وضيَّعْنا، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])

نعمْ وُجِدَت وسائلُ تُستخدَم للدعوةِ اليومَ، لم تكن موجودةً مِن قبلُ، مِثل: مُكبّرات الصوت، والإذاعات، والصُّحُف، والمَجلاّت، ووسائل الاتِّصال السَّريع، والبثّ الفضائيّ، فهذه تُسمَّى «وسائل» يُستفادُ منها في نشْرِ الدعوة، ولا تُسمى مناهجَ، فالمناهجُ بيَّنَها اللهُ تعالى بقوله: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ [النحل: 125] وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ [يوسف: 108] وفي سِيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الدعوة بمكة والمدينة ما يُبيِّنُ مناهجَ الدعوة: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21].

السؤال: في هذا الوقتِ توَسَّعَ المُنْشِدون في إصدار الأناشيِد والتَفنُّن في تَحسِين الأصواتِ وإخراجها بمُضخِّمات، بل وصلَ الأمرُ إلى مُحاكاة المُغنِّين بأن يقومَ المُنْشِدُ بالنشيدِ ثُم تُدبْلَج مع صُور طبيعيَّة بما يُسمَّى بالفيديو كِليب، فهل هذا العمل جائِزٌ؟ وهل التمثيليَّات والمسرحيَّات مِن وسائل الدعوة إلى الله؟


الشرح

([1])  أخرجه البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).