×

الوَقت الآَنَ وَقتُ فِتنٍ، فَكلَّما تَأخَّر الزَّمانُ تَشتدُّ الفِتنُ. عَليكُم أنْ تُدرِكوا هذَا، وَلا تُصْغُوا لِلشُّبُهات، وَلا لأقْوالِ المَشبوهِين وَالمُضلِّلينَ، الذينَ يُريدُون سَلب هَذهِ النِّعمَة التِي نَعيشُها، وَنكونُ مِثل البِلادِ الأخْرى: فِي سَلبٍ، وَنهبٍ، وَقتلٍ، وَضياعِ حُقوقٍ، وَفسَاد عَقائِد، وَعداوَات، وَحزبِيَّات.

وَأقُول: لاَ يَقع فِي أعْراضِ العُلمَاء المُستقِيمِين عَلى الحَقِّ إلاَّ أَحدُ ثَلاثة: إمَّا مُنافِقٌ مَعلُوم النِّفاقِ، وِإمَّا فَاسِقٌ يَبغَضُ العُلمَاءَ؛ لأِنَّهم يَمنعُونَه مِن الفِسقِ، وِإمَّا حِزبيٌّ ضَالٌّ يَبغَضُ العُلماء لأِنَّهم لاَ يُوافِقُونه عَلى حِزبِيَّتِه وَأفكَارِه المُنحَرِفَة.

السؤال: قَبلَ فَترَةٍ وُزِّع شَريطٌ، والشَّريطُ يتكَلَّمُ فِيه أَحد قِيادِيِّ إِحدَى الجَماعَات فِي الأرْدُن عَن هَيئَةِ كِبارِ العُلمَاءِ عِندنَا فِي البِلادِ السُّعودِيَّة، وَالشَّريطُ فِيه الذَّمُّ فِيما يُشبِهُ المَدحَ يَتكَلَّم ويَمدحُ أَهلَ العِلم عِندنَا، وَيقولُ: أمَّا مَا يُوجدُ عِندهُم مِن أخْطاءٍ فِي بَعضِ الفَتاوَى، فإِنَّما صَدرَت بِسبَبِ ضُغوطاتٍ مِن وُلاةِ الأمْر فِي تِلكَ البِلادِ، وَالشَّريطُ وُزِّعَ فَلعلَّكم تُلقُون الضَّوءَ حَول هَذا؟

الجواب: الحَمدُ للهِ أنهُ اعتَرَفَ بِالحقِّ وَبيَّنَ فَضلَ هَؤلاءِ العُلمَاء، أمَّا قَولُهُ: إنَّهم يُفتُون بِسببِ ضُغوطاتٍ فَهُو قَول بَاطلٌ، وَعلمَاءُ هَذه البِلادِ - ولِلهِ الحَمدُ - هُم مِن أبْعدِ النَّاس عَن المُجامَلات، فَهمْ يُفتُون بِما يَظهَر لَهم أنَّه هُو الحَقُّ.

وَهذه فَتاوَاهم مَوجُودة - وللهِ الحَمدُ - وَمدوَّنَةٌ وَأشرطَتُهم مَوجُودَة، فَليأتِنا هَذا المُتكَلِّم بِفتوَى وَاحِدَة تَعمَّدوا فِيها الخَطأ بِموجَبِ ضَغطٍ وَأنَّهم أُجبِرُوا علَى هَذا الشَّيء. أمَّا الكَلام والدَّعاوَى واتِّهامُ النَّاس، فَهذَا لا يَعجَزُ عَنهُ أحدٌ، كُلٌّ يقولُ، لكنَّ الشَّأن فِي الحَقائِق.


الشرح