أوْ
عَن سَبيلِ بَعضِ الكُتُب أَو بَعضِ المَجَلات أَو بعْضِ الإذَاعَات، وَتلقَّاهَا
الشَّبابُ، حِينئذٍ حَصلتِ الفُرقَةُ؛ لأِنَّ هَؤلاءِ الشَّباب الذِين شَذُّوا عَن
المَنهج السَّلَفي فِي الدَّعوَة، إنَّمَا تَأثَّروا بِهذِه الأفْكارِ الوَافدَة
مِن الخَارجِ.
أمَّا الدُّعَاة والشَّبَاب الذِين بَقُوا عَلى صِلةٍ
بِعلمَائِهم، وَلم يَتأثَّرُوا بِهذهِ الأفْكارِ الوَاردَة؛ فَهؤلاءِ - والحَمدُ
للهِ - عَلَى استِقَامة كَسلفِهِم الصَّالِح، فالسَّببُ فِي هَذهِ الفُرقَة يَرجعُ
إِلى الأفْكارِ والمَناهِج الدَّعويَّة، مِن أنَاسٍ مَشبوهِين، أَو أنَاس
مُضلِّلينَ يُريدون زَوالَ هَذه النِّعمَة التِي نَعيشُها فِي هَذه البِلاد مِن:
أَمن، واسْتِقرار، وتَحكيمٍ للشَّرِيعَة، وَخيراتٍ كَثيرةٍ فِي هَذهِ البِلاد، لاَ
تُوجدُ فِي البِلادِ الأخْرى.
وَيُرِيدُون أَن يُفرِّقوا بيْنَنا، وَأن يَنتَزِعوا شَبَابنَا،
وَأنْ يَنزِعوا الثِّقَة مِن عُلمَائنا، وَحينَئذٍ يَحصل - والعياذُ بِاللهِ - مَا
لا تُحمَد عُقباهُ، فَعلينَا، عُلماءً وَدعاةً وَشبابًا وعَامَّةً بِأن لا
نَتقبَّلَ الأفْكَار الوَافدة، وَلا المَبادِئ المَشبوهة، حَتى إِن تلبَّست
بِلباسِ الحقِّ والخَيرِ - لِباسُ السُّنَّة -.
فَنحنُ لسنَا عَلى شكٍّ مِن وَضعنَا وَللهِ الحَمدُ،
نَحن عَلى مَنهَجٍ سَليمٍ، وَعلى عَقيدَة سَليمَةٍ، وَعندَنا كُلُّ خَير وَللهِ
الحَمد؛ فَلمَاذا نَتلقى الأفكَار الوَاردَة مِن الخَارج، ونُروِّجها بَينَنا وَبين
شَبابِنا؟
فَلا زَوال لِهذهِ الفُرقَةِ إلاَّ بِتركِ هَذهِ
الأفْكارِ الوَافِدة، وَالإقْبالِ عَلى تَنمِيةِ مَا عِندنَا مِن الخَير والعَملِ
بِه وَالدَّعوَةِ إليهِ.
نَعم، عِندنَا نَقصٌ، وَبإمكَاننَا أَن نُصلِح أَخطَاءَنا، مِن غَيرِ أنْ نستَورِد الأفْكارَ المُخالِفَة لِلكِتابِ والسُّنَّةِ وَفهْمِ السَّلفِ مِنَ الخَارجِ، أوْ مِن نَاسٍ مَشبوهينَ، أوْ مُضلِّلين.