×

وَالذِينَ أنْعَم اللهُ عليهِم هُمُ الذينَ جَمعُوا بَين العِلمِ النَّافعِ والعَملِ الصَّالِح، قال جل وعلا: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69].

و ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ [الفاتحة: 7]: هُمُ الذِين أخَذوا العِلْم وتَركوا العَملَ.

﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ [الفاتحة: 7]: هُم الذِين أخَذوا العَملَ وتَركوا العِلمَ.

فالصِّنفُ الأوَّل مَغضوبٌ عَليه؛ لأِنَّه عَصى اللهَ عَلى بَصيرَةٍ، والصِّنفُ الثَّاني ضَالٌّ؛ لأِنَّه عَمِل دُون عِلمٍ، لاَ يَنجو إلاَّ الذِين أنْعمَ اللهُ عَليهمْ، وَهُم أهْل العِلم النَّافِع وَالعَمل الصَّالِح؛ فَيجِب أَن يَكون هَذا لَنا عَلى بالٍ.

وأمَّا الاشْتغَال بِوقائِع العَصر كَما يَقولون، أوْ فِقه الوَاقِع؛ فَهذا إِنَّما يَكون بَعد الفِقهِ الشَّرعيِّ؛ إذ الإِنسَان بِالفقهِ الشَّرْعيِّ يَنظُر إِلى وَاقعِ النَّاس وَما يَدورُ فِي العَالم وَما يَأتي مِن أفْكارٍ وَمِن آرَاء، وَيعرِضهَا عَلى العِلمِ الشّرعيِّ الصَّحِيح؛ لِيُمَيِّز خَيرَها مِن شَرِّها، وَدُون العِلم الشَّرعيِّ؛ فَإنهُ لا يُميِّزُ بَين الحَقِّ والبَاطلِ والهُدى والضَّلال.

فالذِي يَشتَغِل بَادِئَ ذِي بِدءٍ بِالأمُور الثَّقافيَّة وَالأمُور الصَّحَافيَّة والأمُور السِّياسيَّة، وَليسَ عِنده بَصيرةٌ مِن دِينهِ؛ فَإنَّه يَضِلُّ بِهذهِ الأُمورِ؛ لأنَّ أَكثرَ مَا يَدورُ فِيها ضَلالةٌ وَدعوةٌ لِلباطِل وزُخرُفٌ مِن القَولِ وَغُرورٌ، نَسألُ اللهَ العافيةَ والسَّلامَةَ.


الشرح