السؤال: انْتشرَ بَينَ الكَثيرِ مِن
الشَّبابِ مَنشُورات تُفيدُ جَوازَ قَتلِ رِجالِ الأمْن، وخاصَّةً «المَباحث» وَهي عِبارَة عَن فَتوى
مَنسُوبِة لأِحدِ طُلابِ العِلمِ وَأنَّهم فِي حُكم المُرتدِّين، فَنرجُو مِن
فَضيلَتكم بَيان الحُكمِ الشَّرعي فِي ذَلِك، والأَثر المُترتِّبِ عَلى هَذا
الفِعل الخَطير؟
الجواب: هَذا مَذهبُ الخوَارجِ،
فَالخَوارِج قَتلُوا عَلِيَّ بْن أَبي طَالِب رضي الله عنه، وَأفضلُ الصَّحابَة
بَعد أبِي بَكر وعُمرَ وَعثمَان، فَالذِي قَتلَ عَليَّ بْن أَبي طَالب رضي الله
عنه ألاَّ يَقتُلُ رِجَال الأَمنِ؟ هذَا هُو مَذهَب الخَوارِج، والذِي أفْتَاهُم
يَكونُ مِثلَهم وَمِنهُم، نَسألُ اللهَ العَافيةَ، وَرجالُ المَباحثِ مِن جُنودِ
المُسلِمينَ وَيَعملُون عَلى حِمايةِ الأمْن.
السؤال: يَتَعرَّض رِجالُ الأمْنِ
فِي هَذهِ الأيَّامِ لِحمْلةٍ مُستهْدَفَةٍ وَخاصَّة الذين يُواجِهُون الخَلايا
الإرْهَابيَّة، فَهناكَ مَن يتَّهِمُهُم بِكلامٍ بَاطلٍ، وَمنْهُم مَن يُقلِّل مِن
شَأنِهم، وَمِنهُم مَن يَعتَبرُهُم كُفارًا لأنَّهم أطَاعُوا الطَّاغُوت فِي
نَظرِهِم، وَمنهُم مَن يُلصِق بِهم التُّهمَ السَّيئةَ لِقصْد تشْوِيه سُمعَة
رِجالِ الأَمنِ، فَما هِيَ نَصيحَتكُم لِهؤلاء المُرجِفين الذِين يُشيعُون مِثل
هَذا الكَلامِ عبْرَ القَنواتِ الفَضائية، والذِي يُرادُ منهُ التَّقليلُ مِن
هَيبةِ رِجال الأَمنِ فِي هَذهِ البِلاد؟
الجواب: لاَ شكَّ أنَّ أصْحابَ الجَرائمِ يُعادونَ مَن يَكشِف جَرائِمهُم مِن رِجالِ المَباحِث وَغيرِهم، وَكشفُ جَرائِم المُجرمِين مِن أجْلِ القضَاء عَليهَا، وَإراحَة المُجتَمَع مِن شَرِّها أمرٌ واجِبٌ، وَما لا يَتمُّ الوَاجبُ إلاَّ بِهِ فَهو وَاجبٌ، فَيجبُ عَلى رِجالِ المَباحثِ وَرجالِ الأمْن، ورِجالِ الأمْر بالمَعروفِ والنَّهي عَن المُنكرِ التَّعاونُ عَلى القِيام بِهذا الواجِب وَهم مُثابُون عَلى ذَلك؛ لأنَّ هَذا العَمل فِيه صَلاحٌ لِلإسلامِ والمُسلِمين وَردعٌ لِلمجرِمين.