مَسائِلُ الإيمانِ
والتّحْذِير مِن الإِرْجاء والمُرجِئَة
****
السؤال: بِمَ يكونُ الكفرُ الأكبر
أو الرِّدَّةُ؟ هل هو خاصٌّ بالاعتقادِ والجُحودِ والتكذيب؟ أم هو أعمُّ مِن ذلك؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نَبيِّنا محمدٍ وعلى آله
وصحبه، وبعد:
فإنّ مسائلَ العقيدةِ مهمة جدًّا، ويجبُ تعلُّمُ
العقيدةِ بجميعِ أبوابِها وجميع مسائِلِها وتلقِّيها عن أهلِ العِلْم، فلا يكفي
فيها إلقاءُ الأسئلةِ وتشتيتُ الأسئلة فيها؛ فإنها مهما كثُرَت الأسئلة وأجيبَ
عنها، فإنّ الجهلَ سيكون أكبرَ. فالواجبُ على مَن يريدُ نَفْع نفسِه ونفْعَ إخوانهِ
المسلمين أن يتعلَّمَ العقيدةَ مِن أولِها إلى آخرِها، وأن يُلِمَّ بأبوابها
ومسائلِها، ويتلقّاها عن أهل العلمِ ومِن كُتُبِها الأصيلة، مِن كُتب السّلف
الصّالح، وبهذا يزولُ عنه الجهلُ ولا يحتاج إلى كثْرةِ الأسئلة، وأيضًا يستطيعُ هو
أن يبيّنَ للنَّاس، وأن يعلّمَ الجهّال؛ لأنه أصبح مُؤهلاً في العقيدةِ.
كذلك لا يتلقَّى العقيدةَ عنِ الكُتبِ فقط أو عَن القراءةِ والمُطالعة؛ لأنها لا تُؤخذُ مسائلُها ابتداءً من الكتبِ ولا مِن المُطالعات، وإنما تؤخذُ بالرواية عن أهلِ العلمِ وأهل البصيرةِ الذين فَهِمُوها، وأَحْكَمُوا مَسائِلَها، هذا هو واجبُ النّصِيحةِ، أمَّا مَا يدورُ الآنَ في الساحةِ مِن كثرةِ الأسئلة حولَ العقيدةِ ومُهماتها مِن أُنَاس لم يدرُسُوها مِن قَبْلُ، أو أناس يتكلمونَ في العقيدةِ وأمورِ العقيدةِ عن جهلٍ أو اعتماد على قراءتِهم لِلكتب أو مُطالعاتهم، فهذا سيزيدُ الأمرَ غموضًا،
الصفحة 1 / 267