ويزيدُ الإشكالاتِ إشكالاتٍ أخرى، ويثبّط الجهود ويُحدِث
الاختلاف؛ لأننا إذا رجَعْنا إلى أفهامِنا دُونَ أخْذٍ للعلم من مصادرِه - وإنما
نعتمد على قراءتنا وفهمنا - فإن الأفهامَ تختلفُ والإدراكاتُ تختلفُ؛ وبالتالي
يكثُرُ الاختلافُ في هذه الأمورِ المهمّةِ. ودينُنا جاءنا بالاجتماع والائتلافِ
وعدم الفرقة، والموالاة لأهلِ الإيمان والمُعاداةِ للكُفّار، فهذا لا يتِمُّ إلاَّ
بتلقّي أمورِ الدينِ مِن مصادرِها ومِن علمائِها الذين حَمَلُوها عمَّن قبلَهُم،
وتدارسُوها بالسَّندِ، وبلَّغُوها لِمَن بعدَهُم، هذا هو طريقُ العلمِ الصحيحِ في
العقيدةِ وفي غيرِها، ولكنّ العقيدةَ أهمُّ؛ لأَِنَّها الأساسُ، ولأنَّ الاختلافَ
فيها مجال للضلالِ ومجال للفُرْقَة بين المسلمين. والكفرُ والرِّدَّةُ يحصُلان
بارتكاب ناقضٍ مِن نواقض الإسلام، فمن ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام المعروفة عند
أهل العلم فإنه بذلك يكونُ مرْتدًا، ويكونُ كافرًا، ونحنُ نحكمُ عليه بما يظهرُ
مِن قولِه أو فعلِه، نحكمُ عليه بذلك؛ لأنه ليسَ لنا إلاَّ الحُكْم بالظاهر، أما
أمور القلوب فإنهُ لا يعلَمُها إلاَّ اللهُ سُبحانه وتعالى. فمن نطَقَ بالكفرِ أو
فعلَ الكفرَ، حكَمْنا عليه بمُوجِبِ قولِه وبموجِب نُطْقِه وبموجِب فعلِه إذا كانَ
ما فعَلَهُ أو ما نطقَ به مِن أمور الرِّدَّة.
السؤال: هُناك مَن يقولُ: «الإيمانُ قوْلٌ واعتقادٌ وعملٌ، لكنَّ
العملَ شَرْطُ كمالٍ فيه»، ويقولُ أيضًا: «لا كُفْرَ إلاَّ باعتقادٍ»، فهل هذا القولُ مِن أقوالِ أهل السُّنَّة
أم لا؟
الجواب: الذي يقول هذا ما فَهِمَ الإيمانَ، ولا فهِمَ العقيدةَ، وهذا هو ما قلناه في إجابة السُّؤالِ الذي قبلَهُ: مِن الواجبِ عليه أن يدْرُسَ